موسكو: معركة إدلب ضد "النصرة" ستكون بشكل مخطط لا يؤذي المدنيين
صرحت موسكو أن معركة إدلب المقبلة للقضاء على جبهة النصرة سوف تكون مخططة وليس كما حدث في الرقة من قبل التحالف الدولي ضد داعش حيث لا تزال جثث المدنيين والألغام موجودة حتى الآن.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه سيتم تسوية الوضع في إدلب السورية، وفقا لمعايير القانون الدولي الإنساني.
وقال لافروف، في كلمته خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، "لا يمكننا دائما أن نتسامح مع بؤرة الإرهاب هذه، لكن المسألة هي كيفية حل المشكلة تبقى منوطة بالعسكريين، وبالتأكيد لن نفعل ذلك بالطريقة التي جرى فيها تصفية الإرهابيين في الرقة، حيث لا تزال جثث المدنيين والألغام موجودة حتى الآن".
وتابع الوزير الروسي "سيقوم العسكريون بوضع خطة وفقا لمتطلبات معايير القانون الدولي الإنساني".
وقال لافروف خلال المؤتمر الصحفي، مجيبا على سؤال حول احتمال إنشاء الولايات المتحدة منطقة عازلة شمالي سوريا، قال: "يصعب علي التعليق على ذلك.. أعتقد أنه من الأفضل التركيز على الاتفاقات التي يتم تطبيقها في إطار عملية أستانا.. ومختلف الخطط التي تضعها الدول الموجودة في الأراضي السورية بصورة غير شرعية، خاصة أن خططها لإشراك المزيد من اللاعبين غير الشرعيين، لا تساعد على تسوية القضية".
وأشار لافروف إلى وجود الاتفاقية التركية-السورية الموقعة في العام 1998 والتي تنظم مبادئ التعاون بين البلدين لضمان سلامة الحدود المشتركة، بما في ذلك الأعمال المشتركة ضد التهديدات الإرهابية.
وأكد الوزير الروسي على أن قادة الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا للتسوية السورية (روسيا، تركيا، إيران) بحثوا مسألة الأمن على الحدود السورية-التركية والساحل الشرقي لنهر الفرات، خلال لقائهم الأخير في سوتشي، وأجمعوا على "ضرورة التحرك في إطار الاتفاقية الموقعة بين سوريا وتركيا في 1998".
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الخميس، خلال القمة الثلاثية، إنه لا يمكن السكوت عن تواجد الإرهابيين في إدلب السورية، ومن الضروري النظر في خطوات للقضاء عليهم.
وقال بوتين خلال لقائه مع رئيسي تركيا وإيران في سوتشي "حاليا، في جميع أنحاء سوريا تقريبا يتم الالتزام بنظام وقف الأعمال العدائية وبالتالي ينخفض مستوى العنف. وهذه، بالطبع، هي نتيجة إيجابية لعملنا المشترك".
وأضاف بوتين "كما نحتاج إلى ضمان خفض التصعيد في إدلب بصورة نهائية، نجحنا في مساندة نظام وقف العمليات في المحافظة، لكن هذا لا يعني المصالحة مع الجماعات الإرهابية. لذلك، أقترح النظر في الخطوات العملية التي قد تتخذها روسيا وتركيا وإيران بشكل مشترك للقضاء على البؤرة الإرهابية بالكامل".
وأشار بوتين إلى أنه تم إنشاء آلية فعالة تضمن إمكانية إجراء اتصالات مباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة في إطار عملية أستانا التي حدثت قبل عامين.
وشدد الرئيس الروسي على أنه عقد 11 اجتماعا في أستانا وسوتشي بمشاركة وفود من روسيا وإيران وتركيا وأطراف سورية ومراقبين دوليين وممثلي الأمم المتحدة. "هذه الاجتماعات ساهمت في تحقيق تقدم في تسوية الوضع في الجمهورية العربية السورية".
كما أكد بوتين، على أهمية بدء عمل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت.
وقال بوتين: "لقد قام دبلوماسيو دولنا بالتنسيق مع الأطراف السورية والأمم المتحدة بعمل جاد في تشكيل اللجنة الدستورية. من المهم أن تبدأ اللجنة عملها في أقرب وقت ممكن".
من ناحيته أكد الرئيس الإيراني، على ضرورة تحرير إدلب وسوريا بشكل كامل من الإرهابيين.
وقال "في الاجتماع بين رؤساء الدول الثلاث، والذي كان مفيداً وصريحاً للغاية، ناقشنا الحاجة إلى مواصلة الحرب ضد الإرهاب في المناطق المتبقية، بما في ذلك إدلب".
وتابع "لقد أكدنا هذه المسألة. الجميع وافق على أن خفض التوتر ووجود قوات الدول الضامنة قائم على أساس مؤقت. إدلب جزء من الدولة السورية، من الضروري القيام بتطهيرها من الإرهابيين، تحت أي مسمى كانوا يجب أن يغادروا البلاد".
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تبذل كل الجهود لمنع هجمات المتشددين على قاعدة حميميم.
وقال أردوغان قبيل لقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في سوتشي: "نبذل كل الجهود لمنع أي هجمات على قاعدة حميميم العسكرية. هيئاتنا العسكرية تعمل بكل تنسيق في هذا الشأن".
ووفقا له، فإن الطائرات التركية المسيرة "لم ترصد أي معدات ثقيلة في المنطقة".
وأعلن الرئيس التركي، أن مذكرة إدلب يجب تنفيذها لكن من الأهم عدم السماح بحصول أزمة إنسانية هناك.
وقال أردوغان "على مدى السنوات الثماني الماضية، عانى إخواننا السوريون الكثير، ودفعوا ثمنا باهظا… نحن لا نريد مآسي جديدة أو أزمات إنسانية جديدة في سوريا أو في مناطق أخرى أو في إدلب. لقد بذلت تركيا الكثير من الجهود، رغم كل الصعوبات، رغم استفزازات بعض الدول، من أجل الحفاظ على الهدوء في إدلب".
وأضاف " اليوم كان لدينا اجتماع مثمر وصادق. استعرضنا جهودنا المشتركة لضمان التسوية السياسية في سوريا. وكانت الهدنة، وخاصة في إدلب، واحدة من الموضوعات الرئيسية في الاجتماع. سأنقل لزملائنا اقتراحاتنا بشأن المنطقة الآمنة. وأكدنا تصميمنا على مكافحة الإرهاب. سنواصل بذل كل ما في وسعنا في إطار التزاماتنا بموجب مذكرة إدلب".