أمريكا .. من القوة العظمى إلى العجز
نشأت في النصف الثاني من القرن العشرين، وكنت أعيش حياتي سابقاً في بلد قادر، والآن أعيش في بلد عاجز لم أعهده.
كل شيء غير مؤهل. الشرطة غير مؤهلة، تطلق النار على الأطفال وكبار السن والعاجزين وتدّعي الخوف على حياتهم.
ابتعد العالم كله عن واشنطن بسبب هجماتها غير القانونية والمجنونة على الدول الأخرى، وتعتبر سياسة واشنطن أيضاً غير مؤهلة وعاجزة. فأصبحت الولايات المتحدة وإسرائيل أكثر دولتين في العالم لا تثقان بباقي الدول، وتعتبر هاتان الدولتان باقي دول العالم مهددة للسلام.
أصبح المجمع العسكري الأمني عاجزاً. فلم تكن أمريكا تلك الدولة الأمنية قادرة على منع الهجوم الأكثر إهانة في التاريخ ضد قوة عظمى، والذي أثبت عجزها أمام مسلحين استطاعوا تدمير مركز التجارة العالمي.
أرى أيضاً أن وسائل الإعلام ليست ذات كفاءة، فلا أستطيع أن أتذكر قصة واحدة تم نشرها بدقة في القرن الحادي والعشرين.
لا تعد الجامعات أيضاً ذات كفاءة. فقامت الجامعة بتوظيف الإداريين لتنظيمها، بدلاً من الاهتمام بتوظيف الأساتذة لتعليم الطلاب. فيوجد رؤساء ونواب رؤساء ومستشارون ونواب مستشارين ومعاونون وعمداء ومساعدو عمداء. وتنفق الجامعات ما يصل إلى 75% من ميزانيتها على الإداريين وكثير منهم من ذوي الدخل المرتفع.
أصبحت المدارس الحكومية غير مؤهلة أيضاً، بسبب الاختبارات الوطنية الموحدة. وأصبح الغرض من التعليم هو اجتياز بعض الاختبارات، ولا يعتمد على تطوير الإبداع أو التفكير المستقل للطلاب القادرين على ذلك.
وسأروي الآن قصة عن العجز اليومي، والذي منعني من الكتابة لمدة أسبوع.
قام في الآونة الأخيرة سائق رافعة يعمل في موقع بناء مجاور بالمرور تحت أسلاك الكهرباء المجاورة لمنزلي، مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عنه. فاستعنت بشركة الكهرباء التي أعادت الطاقة إلى المنزل دون أن تتأكد فيما إذا كانت الأسلاك المتجاورة مازالت متلاصقة، مما أدى إلى تدمير كل الأجهزة في المنزل. وبعد استكشاف الموضوع تبين أن جهداً عالياً قد غذى المنزل دمر كل جهاز موصول بالكهرباء.
وكان هذا مثالاً عن عدم الكفاءة لدى شركة الكهرباء التي لم تتأكد من الأسلاك قبل أن تعيد التيار إلى المنزل، ومثالاً أيضاً عن لامبالاة العامل وعدم تقديره لعواقب مرور الرافعة تحت الأسلاك.
هذه هي أمريكا اليوم. ويريد حكامها غير المؤهلين إشعال الحروب مع إيران وكوريا وروسيا والصين. أضمن لكم مع هذا المستوى المتدني من الكفاءة أننا لن نفوز أبداً في هذه الحروب.