مرحلة صراع ومواجهة جديدة بين الصين والولايات المتحدة

07.06.2019

كتب الصحفي الروسي فلاديسلاف إينوزيمتسيف، في صحيفة "آر بي كا"، حول احتدام الصراع بين المصالح الأمريكية والصينية، وخاصة في السيطرة التكنولوجية على العالم.

وجاء في المقال: ينصب اهتمام الاقتصاديين والسياسيين على الحرب التجارية التي اندلعت بقوة جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتي لا تزال تشكل الخطر الأكبر على الاقتصاد العالمي.

فعلى المحك ليس فقط حصة المنتجات الصينية في السوق الأمريكية، إنما والهيمنة التكنولوجية العالمية. فشركة Huawei، التي وقعت ضحية لهذه الحرب، واحدة من أنجح الشركات في الصين. والضربة ضدها ليست صدفة. فالولايات المتحدة أظهرت بوضوح أن لديها اليوم أقوى ثلاث أدوات للسلطة الاقتصادية العالمية: أولاً، السوق الأكثر اتساعا (وإن لم تكن الوحيدة) في العالم؛ وثانياً، 65% من جميع أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية في العالم، وكذلك 98٪ من معالجات الخوادم، تعمل على رقائق Intel الأمريكية؛ ثالثا، أنظمة التشغيل Android  وiOS مستخدمة في 97.98٪ من الهواتف الذكية في العالم، وحصة Windows  وAndroid  وiOS  وOS X على جميع أجهزة الكمبيوتر اليوم هي 95.93٪ مقابل 0.84٪ لنظام Linux.

ليس هناك شك في أن السلطات والشركات الصينية سوف تستخلص العبرة. والأهم، هو استحالة أن تصبح أول اقتصاد في العالم في القرن الحادي والعشرين من دون السيطرة على الحلول التكنولوجية العالمية. ستبدأ بينهما قريبا حرب اقتصادية عالمية، وستكون أكثر أهمية من حرب القرن العشرين الباردة...

في العالم، تُستخدم منصات المعلومات الأمريكية و hardware الصينية بدرجة متقاربة. لذلك، ستجري المواجهة في كل مكان، فيما التحالفات السياسية ستلعب دورا ثانويا إن لم يكن هامشيا على هذه الخلفية، وسيكون بمقدور كل من الطرفين العيش بكفاية في المجالات التي يختارها. لذلك، لا يجدر الحديث عن مأساوية الوضع بالنسبة للولايات المتحدة والصين.

إنما على الدول الثالثة، بما فيها روسيا، التفكير بالعواقب. فسوف تجد روسيا نفسها في مواجهة تكنولوجية جديدة، بغض النظر عن اصطفافها مع هذ الجانب أو ذاك، وستغدو أكثر تبعية للّاعبين الرئيسيين، حيث إن مجمل منطقها الاقتصادي بعد العام 2014 يتمثل في الجلوس على كرسيين، لاستغلال الواردات التكنولوجية الرخيصة من الصين، مع بقائها المستهلك الرئيس لتكنولوجيا المعلومات الأمريكية.