منظومة أدوات واشنطن تنهار في سوريا بعد الانسحاب الأمريكي

31.12.2018

إن رفع العلم السوري فوق مدينة منبج الاستراتيجية والترحيب الشعبي بقدوم الجيش السوري يؤكد على قرب إنجاز تحرير كامل الأراضي السورية وانهيار منظومة الإرهاب التي أنشأتها أمريكا بهدف النيل من سوريا ودورها في المنطقة.

أردوغان الذي توهم وأوهم العالم أن أمريكا تترك سوريا هدية له أظهر بعد دخول الجيش العربي السوري منبج، ردة فعل تحمل رسائل خفيفة اللهجة إذ اعتبر الأمر ضمن نطاق "الحرب النفسية"، مشيراَ إلى أن " هذه المناطق (شرق الفرات ومنبج) تنتمي لسوريا وفور أن يغادرها الإرهابيون لن يبقى لدينا ما نفعله هناك". 

الأكراد اعتبروا هذا الانسحاب خيانة لموقفهم وتحالفهم مع واشنطن، والآن يمكن القول أن الفصائل الكردية المسيطرة على الشمال السوري سوف تسلم مناطقها للجيش السوري.

أمريكا نفت دخول الجيش السوري منبج، وظهر عدم التنسيق واضحاَ بين ترامب وأردوغان الذي بدا عليه المفاجأة والارتباك مدعياَ أن العملية "حرب نفسية"، إلا أن طلائع القوات السورية بدأت في الانتشار في منبج بشكل مؤكد.

روسيا رحبت بخطوة الجيش السوري وأكد وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن بلاده ترى "خطط أنقرة لمكافحة الجماعات الإرهابية شرق الفرات من منظور تخليص الأرض السورية من الإرهاب واستعادة وحدة سورية واستقلالها".

مساء الجمعة اتصل بوتين بالمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل وأبلغها حول التطورات الأخيرة على الساحة السورية وذكر الكرملين في بيان صدر عنه بهذا الصدد بالتركيز على تطبيق قرارات القمة الرباعية بين روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا والمنعقدة في 27 تشرين الأول الماضي بإسطنبول.

وأفاد الكرملين بأن بوتين أخبر ميركل مشدداَ على أن "العمل الذي قامت به الدول الضامنة لعملية أستانا يخلق ظروفاً ملائمة لتسوية صارمة وطويلة الأمد في سورية".

جاء دخول الجيش العربي السوري إلى منبج قبل يوم واحد فقط من الاجتماع المرتقب في موسكو بين كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين من روسيا وتركيا لبحث (تداعيات الانسحاب الأمريكي من سوريا) 

هذا ولاقى الجيش ترحيباً شعبياً من الشيوخ ووجهاء العشائر والقبائل السورية الذين اعتبروا دخول الجيش العربي السوري إلى منبج رسالة مدوية في آذان الطامعين بتقسيم سورية. 

كما واجتمع أهالي مدينة دير الزور في ساحة السيد الرئيس وسط المدينة ورفعوا علم الوطن تحية للجيش وتمجيداً لبطولاته وأكدوا أنهم كانوا وسيبقون إلى جانب جميع السوريين صفاَ واحداَ لرد العدوان والحفاظ على وحدة سورية وكرامة أبنائها. وتنديداَ بتهديدات النظام التركي بشن عدوان على الأراضي السورية.

بوتين كسب الرهان حول سورية ودورها المحوري في المنطقة وحول قدرة شعبها وجيشها على الصمود .. روسيا اليوم أضحت نداَ عسكرياَ لأمريكا وأصبحت قادرة على تعطيل علاقات أمريكا بحلفائها أردوغان باتت خياراته محدودة والخيوط الذي تعود اللعب عليها تقطعت والأرجح أنه سيستفيق على الوقائع الجديدة.