من هو نابليون ؟

29.05.2017

إذا درسنا شخصية نابليون بموضوعية، سنرى أن وجهة نظرنا اليوم حوله هي نتيجة إستراتيجية علاقاته العامة الذكية. وقد كان اختصاصيو هذه الإستراتيجية هم من ابتدعوا أسطورة أن نابليون كان ذاك الجنرال العبقري الذي لا يهزم.  
ومن المؤكد وما لا شك فيه أن نابليون كان جنرالا بارزا لكنه لم يكن ذو عبقرية عسكرية غير اعتيادية،  إنما كانت لديه تكتيكية  ولكنه كان ضعيفا في الاستراتيجيات العسكرية. وهذا يعني أنه كان بمقدوره الفوز بأي معركة ميؤوس منها لكنه لم يكن  ليستطيع تقدير أي نتيجة سواء عسكرية أو سياسية من حملاته الكبيرة، وتعد الحملات المصرية والإسبانية والروسية وحملة "100 يوم" الشهيرة والتي انتهت بمعركة (واترلو) ومعركة جزيرة (سانت هيلينا ) أكبر دليل على ذلك . وقد فاز نابليون بخمسة حملات فقط من أصل 11 حملة كبيرة قام بها وخسر ستة منها بشكل مطلق. ومن الجدير بالذكر أن نابليون بونابرت (كان الاسم الحقيقي لإمبراطور المستقبل) لم يكن فرنسيا.

ولد بونابرت  في 15 آب / أغسطس 1769 في بلدة أجاكسيو في مقاطعة كورسيكا. وقبل ذلك بعام وبالتحديد في 15 أيار/مايو 1768 أصبحت جزيرة كورسيكا المقر الأبدي للملك الفرنسي . 
في الواقع ، كره نابليون فرنسا كرها عميقا  فقد قال لصديقه بورين (صديقه من مدرسة برين) : "سأسبب الأذى للفرنسيين قدر الإمكان". 
حافظ نابليون على وعده إذ يعتقد أن نابليون كان "قبر الثورة" .
وبعد  إطلاق النار على الناس العزل في مدينة  تولون، بدلا من الاستيلاء على المدينة، تمكن بونابرت من الحصول على الحماية من روبسبيري، شقيق زعيم جاكوبينزو قائد اللواء العام . وبعد ذلك بعامين أي في خريف عام 1795 أطلق بونابرت النار على المتمردين الفرنسيين مرة أخرى من المدافع لحماية الدليل الذي أطاح بروبسبيري. ونتيجة لهذا حصل بونابرت على منصب القائد العام للجيش الخلفي (القوات الداخلية) . 
 
ولذلك، بدأ بونابرت تنقله السريع بصفته جلاد الثورة بدلا من كونه قائدا عسكريا .  وفي عام 1799 في مصر، تصرف نابليون بطريقة جاكوبين : "في حالة حدوث انتفاضة في أي قرية، يجب على القائد -ضابط النظام- أن يأخذ جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 16 عاما  كرهينة". 
أصبحت الصفة الملكية المزيفة  لنابليون مرآة مشوهة تشوه الملكية القديمة للملوك الفرنسيين المسيحيين " من كلوفيس الأول إلى لويس السادس عشر" . منذ بداية تنقلاته  كان بونابرت متصلا مع الجمعيات السرية التي ساعدته على التنقل . ووفقا لبعض الحقائق في صحيفة الهرم المصرية فقد كان نابليون يدعى بالإمبراطور (أعلى رتبة في مذهب الصليب الزهري " روزيكروسيانيسم " ) . إلا أن الرأي العام كان له وجهة نظر مخالفة ، فبعد أن حصل نابليون على اللقب الإمبراطوري لم تصبح فرنسا  ذات طابع ملكي لأن نابليون أعلن بأنه إمبراطور الجمهورية .

كان الهدف الرئيسي لنابليون  هو إنشاء دولة موحدة معادية للمسيحية. وفي عام 1812كان بونابرت قريبا جدا من تحقيق هدفه كما لم يحدث من قبل. لكن روسيا الأرثوذكسية وقفت في  طريق أول عولمة و أصبح النزاع غير المتكافئ متساويا . ومن أصل 600 ألف جندي عبروا نيمان في 24 حزيران / يونيو عاد فقط 30 ألف جنديا . 
وفي بيانه الموجه  لطرد العدو من روسيا، قال الإمبراطور الكسندر الأول : "مشى الله أمامنا وهزم أعداءنا ، وليس نحن! " .
نابليون لم يستطع أن يفهم أو يتقبل ذلك على الإطلاق .