من دروس الميداني السوري..الانحناء أولا يعني الهزيمة
كتب الصحفي الروسي أرتور نيسفياجسكي في مجلة "فوينيه أوبزرينيه" الروسية بشأن الدرس المستفاد من تصادم الدوريتين، الروسية والأمريكية، في سوريا.
الأمر وما فيه، يبدو للوهلة الأولى عاديا، فثمة أربعة جنود أمريكيين تعرضوا لرضوض. ويبدو أن الأطراف تحاول باستمرار تجنب مثل هذه الحوادث، وعلى الرغم من أن ذلك فهي تحدث. لماذا تبقى مثل هذه الصدامات ممكنة؟
مكان الحادثة يشير إلى الكثير. فمحافظة الحسكة، تشكل قلب ما وراء الفرات. المنطقة، التي يعدها الأمريكيون منذ فترة طويلة أرضهم عمليا، باتت روسيا تسير فيها دورياتها. نعم، لقد تم الاتفاق على مسار الدورية، ولكن كم هو مذل عندما يتحرك هؤلاء الروس في أرجاء أرضك على عربات مصفحة.
وثمة أمر آخر. العسكريون الروس والأمريكيون في سوريا، لا ينظرون إلى الجانب الآخر على أنه العدو. ليس هناك حقد ولكن هناك منافسة. إنه شعور صبياني أن تستعرض أنك أكثر قوة. لذلك، بدأ الأمريكيون في لعبة اللحاق بنا، باستخدام المركبات المدرعة.
ولم يكن ليحدث تصادم لو لم "تغلق حاملة الجنود المدرعة الخاصة بنا الطريق" أمام الأمريكية التي حاولت تجاوزها، ولم تكن الصحافة لتصخب بذلك، ولم نكن لنرى كيف تحوم مروحيتنا فوق العربات الأمريكية، وتبعث لهم بعاصفة ترابية، ملمّحة إلى أنه سيكون من الجيد أن تبتعدوا أيها الشباب عن الخطيئة.
اتضح أن الحرب الحديثة تعلم أيضا فن وضع العصي في عجلات العدو من دون انتهاك أي اتفاقيات رسميا؛ ومواجهة مثل هذه التصرفات من الجانب الآخر؛ وكذلك ضمان دعم معلوماتي للأفعال، بطريقة تجعل الخصم أحمق عدوانيا، وتجعلك ناصع البياض رقيقا. ينبغي القول إن الروس تفوقوا في هذه الحالة على الأمريكيين.
على الأرجح، لأنهم لم يأخذوا في الاعتبار الجدية التي يتعامل فيها عسكريونا مع المهمة الموكلة إليهم، وقد ظنوا أن العلم الأمريكي قادر على حمايتهم من أي مشاكل. والحال ليس كذلك.