مغناطيس النيو ليبرالية الغربية الأمريكية و الحتمية التاريخية

08.11.2019

المتابع لسيرورة بناء البنى لأغلب  دول العالم وخاصة ما يسمى الدول النامية أو في طور النمو لا يتفاجأ بالأحداث التي نراها تطفو على السطح و تملأ شاشات الإعلام وخاصة العالمي وكيف لا و الإعلام المدعوم بالتطور التكنولوجي أعد ليكون أقوى وأشرس سلاح.لبث الفوضى وتدمير الحجر وقتل البشر.

فبناء البلدان لم يكن بمعزل عن الرقابة الامبريالية و ثغرات البنيان بكافة أشكالها أوجدت بفرض برامج و خطط وسياسات هذه الثغرات التي كانت مداخل للحروب القذرة الجديدة الهادفة لعرقلة النمو و تدمير التنمية وسرقة وسلب العقول و تكريس القائد الأوحد للولايات المتحدة العازم على فرض الأجندات على العبيد حتى ممن كانوا شركاء الأمس والانتصار الحالي والاستراتيجي الاقتصادي والوجودي العالمي .

ولم تقصر سابقا أو حاليا ولا لاحقا لتثبيت هذه الرؤية والتي برهنت أنها ثابت لهذه الدولة المارقة الحارقة لكل بواعث الديمقراطية والإنسانية والقاتلة لروح القيادة العالمية عبر مؤسسات دولية سخرت لخدمة مشروعها وفرغت من محتواها .

من أمم متحدة أو بنك دولي و صندوق نقد و منظمة التجارة العالمية والتي أصبحت هياكل لا يوثق بها بعد أن قامت بأداء الدور الذي كلفت به لتتحول أغلب البلدان العالمية مهشمة البنى فاقدة الهوية بعد موجات ما سمي العولمة و التي روجوا أنها عولمة إنسانية ولنجد أنها ضد الإنسانية ضد العمق والوجود الإنساني ضد الهويات الوطنية المحصنة للبلاد والعباد لتهشم مؤسسات البلدان و تقوي غرائز العباد و لتجعل الفوضى هي العنوان أو تحول البنى الإجتماعية لأفخاخ وألغام قابلة للتفجر بأي لحظة من أخطر ما قامت به هذه السياسة هي محاولة تدمير المنظومات القيمية والأخلاقية و المراقبات الشعبية و تفريغ الاحزاب والمنظمات من فاعليتها و عرقلة تجديدها و بالتالي تخفيف قوة الحواجز الردعية الشخصية و المجتمعية في ظل عولمة الفساد والإفساد وتعظيم الحاجات الإنسانية عبر تعظيم الغرائز الإنسانية و محاولة تكريس الشخصية العدوانية عبر منظومة إعلامية متكاملة لتحل مكان الحب والسلام و لتغدو الحروب هي العنوان.

في ظل هذه الظروف مع ظروف اقتصادية مافيوية مرتبطة بنبعهم المافيوي العالمي كان لابد من الوصول لحالات استعصائية تدعو لحلول حتمية وسط إفرازات مجتمعية تجاوزت الصراع الطبقي لتضم إضافة للفقراء الذين يشكلون النسبة الأكبر فئات من المحرومين والمهمشين ومن الخائفين من التمادي الكامل في ظل مجتمعات اصبحت القوانين شكلية و للقوى المسيطرة فرض الاحكام وتوزيع هوائي للعدل والعدالة وبالتالي كان الصدام هو النتيجة الحتمية في ظل اتباع وصفات امبريالية جاهزة و حلول تتجاوزها لتكون لصالح قوى فاسدة مرتبطة لا تعرف للوطنية عنوان وهذا هو المغناطيس الامريكي كجسر لبداية القتل والتدمير وفق ذرائع نشئت وتربت برعاية الدولة الارهابية الام صانعة الدكتاتوريات مانعة الديمقراطية فاقدة الإنسانية وسط صرخات شعوب ضاقت بالفقر والجوع والعوز و فقدان الكرامات و التهميش و التطفيش و مالكة الوعي والرجولة وأشباه بشر ارتضوا ان يقادوا عبر الكونترول وعبر التلميحات اشباه بشر نسوا الانتماء والوطن و فقدان رجولة اتخاذ قرارات تفرغ البركان و تمنع الانفجار .حلول تنطلق من القراءة الدقيقة للواقع بصراعاته الطبقية و بكافة انواعها والسلطوية و الولوج بجسر وصفات يراعي الخصوصية ويكرس الوطنية والتي هي الحل مهما حاولوا تشويه المسارات التاريخية وحجم البناء الفوقي والتحتي تبقى العدالة و المواطنة و سيادة القانون هي العنوان وهي ما كرسته الأحزاب الإنسانية بكافة إطاراتها قبل ان تغدو طريدة الامبريالية وادواتها فاسدي النشأة علما ان دول السلب والنهب العالمي استقت من هذه الشعارات السياسات الكفيلة بتفريغ صراعات مجتمعاتها..الحتمية التاريخية لتركيز راس المال والاستثمارات انفجار عالمي تحاول دول التركيز تفريغه قبل أن تقع فيه بتفجير وإضعاف الآخرين ولن تنجح طويلا.فحجم المعاناة الإنسانية بسبب هذه العقلية التدميرية صعبة الاحتمال والتفريغ و التفرد بإدارة العالم وسط منظومة غرائز حيوانية صعبة الاستمرار ومهما حاولت القوى المرتبطة بهذه الامبرياليات التطويل والتخدير فالم الجوع و الكرامة و الانتماء اقوى من اي مخدر وسلاح وحتمية السيرورة الاستعمارية انفجار اممي سيعيد للإنسانية وجودها وللكرامة مكانها و للعدالة ميزانها