مفاجئاً أنقرة... الجيش السوري يقصف الجيش التركي ويمهد للتقدم ومقتل جندي تركي
قصفت وحدات من الجيش السوري النقطة التركية العاشرة في ريف إدلب مما أدى لمقتل جندي تركي وإصابة عدد آخرين حيث قامت المروحيات التركية بإجلائهم إلى تركيا، ويأتي ذلك بعد تدخل الجيش التركي في المعارك الدائرة على محاور ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوب وإمداده المسلحين بالآليات والسلاح والتنظيم والحماية. وذلك بالتوازي مع قصف تمهيدي بدأه الجيش السوري على محور بلدتي الجبين وتل ملح من أجل تسهيل عملية التقدم.
ورد الجيش التركي باستهداف نقاط للجيش السوري الذي تمكنت وحداته من القضاء على أكثر من محاولة هجوم قامت بها جبهة النصرة حيث قتل العشرات من مجموعات النصرة.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية، يوم أمس الخميس، مقتل جندي وإصابة 3 آخرين في هجوم شنه الجيش السوري على نقطة المراقبة التركية العاشرة في منطقة "خفض التصعيد" بمحافظة إدلب.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن وزارة الدفاع التركية قولها إن الجيش التركي قصف مواقع للجيش السوري التي كانت استهدفت نقطة مراقبة في إدلب.
من جهة ثانية أفادت مصادر إعلامية بأن الجيش السوري بدأ قصفا صاروخيا ومدفعيا تمهيديا للتقدم على محور بلدتي الجبين وتل ملح.
وكان الجيش السوري أشعل حرب استنزاف في الفترة الأخيرة لإنهاك مواقع وفصائل النصرة وحلفاءها بحيث يحافظ على مواقعه ويدمر عن بعد كل تحركات ومواقع الفصائل المسلحة بشكل تدريجي ولكن القصف في الأمس واليوم يشير إلى إمكانية تقدم قوات الجيش السوري إلى الجبين وتل ملح.
وكانت وحدات الجيش السوري تصدت أمس الخميس لهجوم متزامن شنته التنظيمات الإرهابية المسلحة على عدة جبهات في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
حيث قال مراسل سبوتنيك في حماة: إن تنظيمات هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة" و"أنصار التوحيد" الموالي لتنظيم "داعش"، و"حراس الدين" الموالي لتنظيم "القاعدة"، شنت هجوماً كبيرا في التوقيت نفسه على عدة محاور في ريف حماة الشمال الغربي وإدلب الجنوبي، باتجاه مواقع الجيش السوري بمحيط كفرنبودة شمال غربي حماة والقصابية وقيراطة جنوب إدلب وعلى بلدة الحويز.
ونقل المراسل عن أحد قادة المجموعات العاملة تحت إمرة العميد سهيل الحسن (الملقب بالنمر) قوله: إن المجموعات المسلحة عملت على مهاجمة هذه المواقع بالتوقيت نفسه بهدف إشغال الجبهات وتشتيت القوات المدافعة، "لكن القوة النارية للجيش السوري وبإسناد من الطيران الحربي مكنت القوات من إحباط الهجوم على محوري القصابية وكفرنبودة دون تغير بخارطة السيطرة".
وأضاف المصدر الميداني أن الهجوم الأعنف الذي حاولت من خلاله المجموعات المسلحة إحداث تغير بخارطة السيطرة كان باتجاه بلدة الحويز الإستراتيجية، حيث هاجمت المجموعات المسلحة المنطقة بعد استهدافها لمواقع الجيش السوري بأعداد كبيرة من القذائف الصاروخية، فيما أخلت وحدات الجيش بعض نقاطها المتقدمة استيعابا للهجوم الضخم من قبل المسلحين وتمكنت من شن هجوم معاكس على النقاط واستعادتها بشكل كامل لتعود خارطة السيطرة إلى ما كانت عليه قبل الهجوم.
وأكد القائد الميداني أن عدد المسلحين الذين قتلوا في هذه الهجمات تجاوز 70 مسلحا بالإضافة إلى تدمير عدة آليات تابعة للمجموعات المسلحة منها عربات مصفحة تركية.
واتهم مصدر عسكري ميداني سوري نقاط المراقبة التركية في ريفي حماة وإدلب بالتحول إلى مظلات تحتمي تحتها المجموعات الإرهابية، وتنطلق منها في هجماتها على مواقع الجيش السوري، مستفيدة من الغطاء الناري الذي تقدمه هذه النقاط لتدمير دفاعات الجيش.
وقال المصدر لوكالة "سبوتنيك": إن عدداً من مواقع الجيش السوري بريف حماة الشمالي الغربي تعرضت لقصف مدفعي وصاروخي تركي يوم أمس الخميس بالتزامن مع تصدي الجيش السوري لهجوم عنيف شنته المجموعات الإرهابية المسلحة على بلدة الحويز بريف حماة الشمالي الغربي.
عقبة النقاط التركية
وأكد المصدر الميداني أن "انقلابا دراماتيكياً طرأ على موقف النظام التركي من الاتفاقيات المعلنة مع الجانب الروسي، وهو ما تفضحه التطورات الأخيرة في عمل نقاط المراقبة التركية"، مشيراً إلى أن "مهمة إخلال المنطقة منزوعة السلاح من التنظيمات الإرهابية تحولت خلال أشهر قليلة إلى مهمة تأمين الغطاء لها، ومؤخراً دعمها ناريا في هجماتها على المناطق الآمنة ونقاط الجيش السوري".