مفاجآت الجنوب الكبرى قادمة... قوة الجيش السوري تربك واشنطن وإسرائيل

25.06.2018

موسكو - كاتيخون. تواصل وحدات الجيش السوري تقدمها في أرياف درعا الشرقي والسويدا الجنوبي بدعم من سلاح الجو الروسي، وأحكمت سيطرتها على أغلب قرى وبلدات منطقة "اللجاة" بعد مواجهات مع المجموعات المسلحة المنتشرة في المنطقة.

هذا وتشهد منطقة اللجاة حالة من الفوضى والانهيار في صفوف المسلحين الذين يفرون أمام التقدم السريع للجيش في المنطقة بعد تدميره تحصيناتهم وتكبديهم خسائر كبيرة بالأفراد والعتاد. ورفع أهالي قرية الشرايع في ريف درعا الشرقي علم الجمهورية العربية السورية.

من جهته أكد الدكتور خالد المطرود رئيس شبكة البوصلة الإعلامية لوكالة سبوتنيك أن المصالحات في درعا شبه منجزة، والمسلحون أبلغوا الدولة السورية بانضمامهم إليها، وهي طلبت منهم البقاء بأماكنهم حتى اللحظة المناسبة.

أما اسرائيل التي أدارت الحرب في سوريا لتضمن أمنها، فهي تطالب اليوم بضمان وجودها، والجولان قد يكون على طاولة التسوية الروسية الأمريكية، فيما ترسم معركة الجنوب ملامح المنطقة برمتها، بينما تخطط أمريكا وإسرائيل لتمرير "صفقة القرن" المتضمنة سقوط العرش الهاشمي وتقسيم السعودية، وتحويل حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأردن كوطن بديل.

وأكد المطرود خلال أيام قليلة سيكون هناك الكثير من المفاجآت التي سيتم الاعلان عنها، فالذين يقاتلون الجيش معتقدين أنهم يحظون برعاية الأردن أو إسرائيل، فهموا أنهم باتوا أوراقا محروقة وأن اللعبة أكبر من درعا وأبعد من سوريا... واليوم فهم المسلحون أنهم غدوا وقودا، وأنه تم التخلي عنهم من قبل داعميهم، في حين بقيت الدولة السورية فاتحة باب التسويات لعودة كل مواطن تم تضليله إلى حضن الوطن، وخلال أيام قليلة "سنبدأ بنقل مباشر لاحتفالات درعا عبر التلفزيون السوري، وسيكون هناك بداية لتداعيات كبيرة على الأرض تحت عنوان المصالحات، ولدي معلومات تؤكد أن التسويات شبه منجزة والمصالحات شبه جاهزة.

د. المطرود: إن دخول الجيش وبدء عملياته في الجنوب أفهم الجميع أن عجلة تحرير درعا لن تتوقف، لذلك الجميع اليوم يريدون العمل على التسوية، والتسوية الإقليمية ستنعكس على المصالحة الداخلية التي سيدخل الجيش السوري بموجبها ويبسط سيطرته على كامل أراضي المحافظة، وسيشارك في احتفال رفع العلم السوري مع أبناء درعا الشرفاء، وسيتم تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للجيش، ويبقى السلاح الفردي لمن يريد أن يغادر وبدون ذخائر، كما أن الدولة ستمنح مهلة لستة أشهر تسمح بالانضمام للتسوية لكل من لديه مشكلة قانونية، كالمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية أم الاحتياطية، وبموجب المصالحة ستعود الحياة والخدمات، ومحافظة درعا استعدت لمتطلبات المرحلة القادمة واستنفرت كل كوادرها لاستعادة دورة الحياة في كل منطقة يتم تحريرها من الإرهابيين، وبموجب المصالحة ستدخل قوى الأمن الداخلي إلى هذه المناطق وسيعيد الجيش السوري انتشاره على الحدود كاملة وسيتم فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن في مرحلة لاحقة.

وتابع المطرود: إن حشود الجيش في درعا لا تعني بالضرورة أنه يصر على استعادة درعا بالقوة العسكرية، بل على العكس، فالبيئة في درعا وطنية ومنتمية للوطن وأثبتت ذلك خلال سنوات الحرب على سوريا وخلال عقود من الصراع مع إسرائيل، والقيادة تأخذ بالحسبان أن شريحة واسعة من أهالي درعا جاهزون للحل السياسي ومؤيدون للدولة، ولكن هناك من يضغط من قادة الفصائل والغرباء وهناك من يضغط على قادة الفصائل لمنع إتمام التسويات، قبل عيد الفطر كان هناك تحضير لإتمام مصالحة واسعة ولكن بأمر إسرائيلي تمت تصفية كل من يدعو للمصالحة لأن إسرائيل لا تريد أن تعود درعا إلى حضن الدولة السورية إلا بشروط تعتقد أنها تضمن أمنها وتعيد الدولة السورية إلى اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974، مع ترتيبات إقليمية لإخراج كل القوات الأجنبية من المنطقة الجنوبية.

بالمقابل الدولة السورية تعلم أن التسويات قادمة لا محالة، ولكن هذه التسويات تحتاج أوراق قوة ومن هذه الأوراق "تنشيط العشائر لتشكيل مقاومة شعبية تتولى استنزاف القوات الأمريكية، والولايات المتحدة الامريكية تعلم معنى ذلك وتخشاه، لأنها جربت هذا النوع من الاستنزاف في العراق، كما تخشاه إسرائيل التي في جنوب لبنان.