معاداة السامية

21.12.2017

تكمن المشكلة في نظريات المؤامرة المعادية لليهود أنها تنطوي على التحيز بشكل مستمر. لذلك كنت تنظر دائماً إلى "كارل ماركس" على أنه اشتراكي وتتجاهل حقيقة كونه عنصرياً. وكنت تعتبر "غوستاف مالر" موسيقياً ثورياً وتتجاهل أنه كان قومياً ألمانياً. أنت تتغاضى تماماً عن أشخاص مثل "آين راند" و"لودفيج فون ميزس" و"بول غوتفريد" و"ماير شيلر". أنت تتغاضى أيضاً عن اليساريين الموجودين في إسرائيل الذين يدعون لفتح الحدود والتقليل من قيمة الرموز اليهودية. ويُعرف اليهود بكونهم عنيدين. فيوجد يهود يجادلون بطلاقة في كل جانب من جوانب النقاش. يمكنك وضع نظرية مقنعة جداً للتخريب اليهودي عن طريق اختيار آراء معينة من بعض اليهود ونسبها لمعظم أو كل اليهود. يمكن أن تلتقي بيهودي معقد، وهذه حالة منفردة ولا تمثل جميع اليهود التي يمكن أن نلقاهم في حياتنا. يمكنك أن تثبت بنفس الأسلوب ولكن باستخدام مبدأ مختلف في التحيز، أن اليهود كانوا مضطهدين في العصور الوسطى في أوروبا وتعرضوا للحقد والكراهية والقتل.

والحقيقة أننا أفسدنا حضارتنا بأنفسنا، وكنا سنصل إلى ما نحن عليه الآن حتى ولو مات كل يهود العالم في عام 1870.