مبادرة ليبية مثمرة من ماكرون

03.06.2018

هذه الوجوه تذكروها !!!

عقد في باريس في نهاية أيار/ مايو مؤتمر دولي حول ليبيا، حيث تقرر خلاله إجراء انتخابات في البلاد. والقرار يأتي بعد قيام الناتو بعدوان وغزو لليبيا والتي أدت الى الإطاحة بنظام القذافي وإشعال حرب أهلية.

مبادرة "ليبية" من باريس

عقد المؤتمر الدولي حول ليبيا بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يعتبر أن استقرار الوضع في ليبيا هو هام وأساسي للمنطقة ولعل هذا الأمر أراد ماكرون من خلاله توجيه إشارات عامة أن فرنسا ورئيسها يولون اهتماما كبيرا لليبيا. إذن ماكرون يحلم باستقرار ليبيا؟ وتصريحات ترامب اليومية عن "السيناريو الليبي" في كل من كوريا الشمالية وإيران وحتى بالنسبة لروسيا.

هذا مثير للاهتمام ، أليس كذلك؟ لما كل هذا الاهتمام من الدول الغربية بخمسة ملايين ليبي ما زالوا على قيد الحياة ولم تستهدفهم الصواريخ والقنابل والطائرات الأمريكية منذ عام 2011. وبالعودة الى النتائج ما يسمى بالديموقراطية بقي في ليبيا حوالي ثلاثة ملايين نسمة وهاجر أكثر من مليونين، لكم من يهتم ؟

وأكد ماكرون بعد قدومه الى السلطة أن مشاركة فرنسا بالعدوان على ليبيا  في عام 2011 كانت خطيئة، أي "خطيئة ساركوزي" التي يحاول ماكرون  تصحيحها، وبحسب ماكرون التصحيح بدأ مع انعقاد مؤتمر دولي لليبيا في القصر الباريسي بمشاركة أكثر من 20 دولة ومن بينها دول دائمة العضوية (الولايات المتحدة، فرنسا، روسيا، بريطانيا، الصين) ومشاركة منظمات دولية وممثلين عن  الحكومة الليبية.

عن أي حكومة ليبية؟

الحكومة الليبية المشاركة في المؤتمر هي حكومة معترف بها من المجتمع الدولي، لكن هذه الحكومة ليس عليها اجماع من الداخل الليبي حيث أن الحكومة "الشرعية" لا تسيطر على بعض المناطق في العاصمة طرابلس بقيادة ما يسمى حكومة الوفاق الوطنية التي يترأسها فايز السراج.

بالإضافة الى الجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، الذي يسيطر على شرق ليبيا ويواجه الإرهابيين من خلال تنسيقه مع روسيا ودول أخرى.

عن كواليس 2017 الباريسية

في 25 أيلول من العام 2017 طرحت على فايز السراج والجنرال خليفة حفتر في احدى ضواحي باريس في منطقة لاسين سيل كلو الفرنسية خريطة طريق لتسوية  الأزمة الليبية وكان الوسيط في هذه العملية الرئيس الفرنسي الحالي ايمانويل ماكرون، حيث تم توقيع اتفاق بين الأشخاص الثلاثة وبموجبه يتم وقف القتال بين الاطراف المتنازعة والمبادرة سويا على محاربة الإرهاب في ليبيا.

بالإضافة الى ذلك دعي الى العاصمة الفرنسية شخصيات ليبية أخرى ومنعا عقيل صلاح عيسى رئيس مجلس النواب الليبي ورئيس مجلش الدولة الأعلى خالد المشري. وكان هدف فرنسا تجيمع شخصيات ليبية قادرة ومؤثرة مهمتها الاسهام في تنظيم الانتخابات في ليبيا.

مخطط باريس بشأن ليبيا

ينص الإعلان النهائي لقمة باريس في 29 مايو على ما يلي:

- 10 ديسمبر 2018 - إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا

- 16 سبتمبر الموافقة على "القاعدة الدستورية" لتنظيم العملية الانتخابية في ديسمبر.

- رابطة المؤسسات اللازمة لأداء الدولة (بما في ذلك إنشاء مصرف مركزي واحد)

- إنشاء هياكل موحدة لإنفاذ القانون والجيش مع وساطة الأمم المتحدة.

الكاتب: نقولا سولوغوبسكي