ما الذي يفصل تركيا عن الحرب المباشرة مع سوريا؟

ما الذي يفصل تركيا عن الحرب المباشرة مع سوريا؟
24.02.2020

كتب الصحفي الروسي غيفورغ ميرزايان في صحيفة "إكسبرت أونلاين" الروسية بشأن رهانات أردوغان الخاسرة في سوريا.

وجاء في المقال: فشلت محاولات أنقرة حل مشكلة إدلب، التي لا تقتصر على إعادة قوات الأسد إلى المواقع التي كانت تشغلها في ديسمبر، إنما وقف التمدد السوري ورسم خط جديد فاصل على أساس الوضع الراهن من خلال المفاوضات مع موسكو.

وهكذا، يلقي الرئيس التركي بورقته الأخيرة على الطاولة- التهديد بالاجتياح. وبذلك، يحاول أردوغان تخويف السوريين، وابتزاز روسيا بقطع محتمل للعلاقات الروسية التركية.

ولكن، لسوء حظ أردوغان، لا يتحقق، اليوم، لا الهدف الأول ولا الثاني. فالأسد، يؤكد استعداده لمواصلة الهجوم، وموسكو لا تكتفي بتبيان ثمن قطع العلاقات بالنسبة لتركيا على سبيل المثال، من خلال لقاء وزير الدفاع سيرغي شويغو عدو تركيا في ليبيا المارشال خليفة حفتر، بل وتصف عملية أنقرة المحتملة في سوريا بأسوأ سيناريو، مبينة أن تركيا إذا شنت هجوما، فلن تواجه فقط الجيشين السوري والإيراني إنما والجيش الروسي.

وهنا يجد أردوغان نفسه في وضع لا يعجبه إطلاقا فإذا لم يبدأ الحرب في إدلب وسلم المحافظة للأسد، فسوف يخسر الكثير. سيخسر، مثلا، شعبيته. فسوف يتهم القوميون الأتراك أردوغان بالضعف والتخلي عن الطموحات التركية العظيمة.

أما إذا بدأ أردوغان عملية عسكرية في إدلب، فلن يخسر الكثير، إنما كل شيء، أي سلطته، وربما حياته. يمكن للجيش التركي، بالطبع، مواجهة الجيش السوري، لكنه لن يستطيع مواجهة تحالف سوري إيراني روسي على الأراضي السورية. سيحصل أردوغان، بعد دخوله الحرب على أرضٍ أجنبية، على مئات التوابيت، والحد الأدنى من دعم حلفاء الناتو، بالإضافة إلى انخفاض حاد في شعبيته.