ما جدوى "السيل التركي" وسلبياته لروسيا والمنطقة
كتب غيورغي ستيبانوف في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية بشأن ايجابيات وسلبيات مد خط أنابيب "السيل التركي" الجديد.
وجاء في المقال: أخيراً، تم إطلاق خط أنابيب "السيل التركي"، بعد تخطي الخلافات السياسية والعقبات التقنية التي اعترضت تنفيذه. فمن المستفيد من "السيل التركي" بالدرجة الأولى، ومن، ثانيا، ثم، من الخاسر؟
وفقا لنائب المدير العام للصندوق القومي لأمن الطاقة، أليكسي غريفاتش، فإن خط أنابيب الغاز هذا مصمم لعقود من العمل، وتتمثل مهمته في زيادة موثوقية الإمدادات الروسية إلى تركيا والاتحاد الأوروبي، وإعطاء زخم إضافي لتطوير البنية التحتية المحلية للغاز. الآن، في القارة الأوروبية، ينخفض الطلب على الغاز؛ وفي الوقت نفسه، يتم تشغيل طاقات إمدادات إضافية، من بينها الإمداد بالغاز الطبيعي المسال، والغاز الأذربيجاني. لكن هذا وضع مؤقت.
ويذكّر غريفاتش بأن السوق، عندما تم تشغيل "السيل الأزرق" في العام 2003، لم تكن جاهزة لذلك، كما هي الآن. ولكن، في نهاية المطاف، فإن خط أنابيب الغاز عبر البحر الأسود، والذي وصل أيضا روسيا بتركيا، غطى تكاليفه عدة مرات.
بالإضافة إلى ذلك، فلم يكن تمرير الغاز عبر أوكرانيا مؤكدا بالنسبة لموسكو حتى اللحظة الأخيرة. وقد لعب عامل إنشاء بنية تحتية بديلة، ممثلة بالسيل التركي دورا في المفاوضات حول الإمدادات إلى أوروبا عبر نظام نقل الغاز الأوكراني: فبالنتيجة تبنت كييف موقفا بنّاء، ووقَّع الطرفان على اتفاقية جديدة طويلة الأجل على عتبة العام الجديد.
ولكن، لـ"السيل التركي" سلفا، اسمه "السيل الجنوبي" الذي قدرت طاقته التقريبية بـ 63 مليار متر مكعب في السنة، والذي توقف العمل فيه، في ديسمبر 2014، عندما تخلت موسكو عن تنفيذه، محيلة إلى معارضة المفوضية الأوروبية. ووفقا لشريك "روس إنرجي" الاستشارية، ميخائيل كروتيخين، خسرت الميزانية الروسية، آنذاك، مليارات الدولارات، نتيجة لذلك "المشروع المجنون". وكل ما يأمله الخبراء هو أن لا يكرر "السيل التركي" مصير سلفه.