ما هي نتائج الهجوم الأمريكي على الصين؟
كتب الصحفي فلاديمير نيجدانوف على موقع "أوراسيا إكسبرت" بشأن التأسيس لمواجهة خطيرة بين الولايات المتحدة والصين.
المواجهة بين الصين والولايات المتحدة تكتسب زخما. في السابق، ركز الطرفان على التناقضات التجارية والاقتصادية ومستقبل هونغ كونغ، لكن الخلافات بلغت الآن مرحلة القطع التدريجي للعلاقات.
وهكذا، فقد تطور "إجماع معاد للصين" في الوسط الاجتماعي السياسي بالولايات المتحدة.
يشاطر الموقف السلبي تجاه الصين 62% من الديمقراطيين و 72% من الجمهوريين، و 64% من المواطنين غير الحاصلين على تعليم عال و68% من خريجي الجامعات. أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم من جميع الفئات العمرية، يرون الصين بعين السلب.
تصاعد التناقضات بين الصين والولايات المتحدة، يحدث على خلفية ثقة واشنطن المطلقة في قوتها. فـ 83% ممن شملهم الاستطلاع واثقون من أن الولايات المتحدة هي الأقوى في العالم، مقابل 6% فقط يؤمنون بتفوق قوة الصين العسكرية. ويرى 91% أن من الأفضل للعالم أن تبقى الولايات المتحدة في الصدارة.
وقد وصل الأمر بوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى القول، في الـ 23 من يوليو، بأن "العالم الحر" يجب أن يغير الصين قبل أن تغير الصين "العالم الحر". وفي خطابه، لم يضع بومبيو الصين في مواجهة الولايات المتحدة فقط، إنما وضع "العالم الحر" في مواجهة نظام بكين "الماركسي اللينيني".
خروج التناقضات إلى المستوى الإيديولوجي، يظهر أن الولايات المتحدة تحولت عمداً إلى استراتيجية تصعيد مع بكين، تهدف إلى زيادة مستمرة في المطالبات المتبادلة. ووصول الحملة الرئاسية الأمريكية إلى طورها الختامي، يعني أن إدارة دونالد ترامب قد تتخذ خطوات أكثر عدوانية تجاه بكين، سعياً للحصول على أصوات إضافية.
على هذه الخلفية، حشرت العلاقات بين الدولتين السياسة العالمية في مأزق. لن تكون واشنطن قادرة على "هزيمة" بكين، رغم الضغوط المستمرة، لأنها لن تتمكن من تحقيق الإجماع العالمي الضروري لإدانة الصين. في الوقت نفسه، لن تكون الصين قادرة على شغل مكان الولايات المتحدة في زعامة العالم، لأن القيم والسياسات الصينية لم تنل بعد الاعتراف اللازم من المجتمع الدولي.