ما هي حقيقة "أزمة" كوريا الشمالية
إن "الأزمة" الكورية الشمالية هي عبارة عن خطة منسقة من واشنطن. لم تهاجم كوريا الشمالية منذ الحرب الاخيرة 1950-1953 أو تغزو أيا كان منذ 64 عاما. كوريا الشمالية تفتقر إلى القوة العسكرية لمهاجمة أي بلد، مثل كوريا الجنوبية واليابان، اللتان تحميهما الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك لن تسمح الصين لكوريا الشمالية بشن حرب.
فلماذا إذا شيطنة كوريا الشمالية من قبل وسائل الاعلام وإدارة ترامب؟
وهو نفس الشيء الذي حدث مع شيطنة إيران. فقد استخدم "التهديد الايراني" كغطاء لوضع القواعد الاميركية المضادة المصاريخ على الحدود الروسية. والقصد من الصواريخ المضادة هو اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ومنعها من بلوغ أهدافها.
وادعت واشنطن أن القواعد المضادة للصواريخ لم تكن موجهة إلى روسيا، وإنما كانت لحماية أوروبا ضد غارات إيران النووية. وربما كان يعتقد الأميركيون هذا، ولكن الروس بالتأكيد لم يكونوا يعتقدون أن لدى إيران منصات صواريخ عابرة للقارات ولا أسلحة نووية. وقد اوضحت الحكومة الروسية أن روسيا تتفهم أن القواعد الامريكية تهدف الى منع إعادة الانتشار الروسي ضد ضربة واشنطن الاولى.
كما أن الحكومة الصينية ليست غبية. وتفهم القيادة الصينية أن السبب وراء "الازمة" الكورية الشمالية هو توفير غطاء لواشنطن لوضع مواقع مضادة للصواريخ العابرة للقارات بالقرب من الحدود الصينية.
وبعبارة أخرى، فإن واشنطن تخلق درعا ضد الصواريخ النووية الروسية والصينية عند ضربة نووية أمريكية ضد البلدين.
وكانت الصين أكثر قوة من الروس في ردها على واشنطن. وطالبت الصين بوقف فوري للصواريخ الامريكية في كوريا الجنوبية. https://www.rt.com/news/386828-china-thaad-south-korea/
من أجل إبقاء الأميركيين مشوشين، واشنطن تدعو الآن لنصب المنصات المضادة للصواريخ العابرة للقارات "ثاد"، وهي محطات ذات منطقة دفاع كبيرة. وتدرك الصين أن "ثاد" ليس لها أي علاقة مع كوريا الشمالية التي تقع على الحدود مع كوريا الجنوبية، مما يجعل من غير المجدي قيام كوريا الشمالية بمهاجمة كوريا الجنوبية بالصواريخ العابرة للقارات.
"ثاد" في كوريا الجنوبية هو إجراء انتقامي ضد الصين. وهو جزء من استعدادات واشنطن لإقناع كل من روسيا والصين بالحد الأدنى من النتائج بالنسبة للولايات المتحدة، على الرغم من أن أوروبا سوف تدمر بالتأكيد بشكل كامل حيث أن "ثاد" أو الصواريخ المضادة للصواريخ العابرة للقارات لا فائدة لها ضد الصواريخ النووية الروسية والقوات الجوية الروسية.
ولكن لا توجد أية إمبراطورية تهتم بمصير أتباعها، ولا تهتم واشنطن بمصير أوروبا. واشنطن مهتمة فقط بهيمنتها على العالم.
والسؤال المطروح الآن: ، بعد أن فهمت روسيا والصين أن واشنطن تستعد لضربة نووية وقائية ضدها من أجل إزالة المعوقات التي تعترض سلوك واشنطن الأحادي الجانب، هل سيجلس البلدان وينتظران الضربة النووية؟
ماذا كنت ستفعل؟
في 27 نيسان / أبريل نشرت على هذا الموقع عمودا بعنوان " واشنطن تخطط لضربة نووية ضد كل من روسيا والصين". وكان التقرير يوضح بأن هذا هو استنتاج الروس والصينيين أنفسهم. ونقلت عن الفريق الروسي فيكتور بوزنيخير، نائب رئيس العمليات في الأركان العامة الروسية، وقدم ملاحظات للتعبير عن قلقه مثل: https://www.rt.com/news/386276-us-missile-shield- -russia-strike/
وبما أن قراء موقعي على الويب هم مجموعة مختارة ذاتيا من الأشخاص الاذكياء والمهتمين الذين يريدون أن يعرفوا الحقيقة وقد تفاجأت بعض الشيء عندما كتب لي العديد منهم بأنهم لا يوافقوا معي على أن واشنطن تخطط لضربة نووية ضد روسيا والصين. أكتب بوضوح؛ ولكن هناك العديد من القراء الذين يرون تقريري خاطئا كاستنتاج من الدبلوماسيين الروس! لقد دهشت أيضا أن بعض القراء يعتقدون أنه لا يهم ما يعتقدون أو ما أعتقد. كل ما يهم هو ما تعتقده القيادتان الروسية والصينية.
ثم نظرت إلى أقسام التعليق على المواقع الأخرى التي أعيد نشر العمود فيها، فكان هناك الكثير من المتصيدين الذين تم استأجارهم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية والموساد والصندوق الوطني للديمقراطية وجورج سوروس وحلف شمال الأطلسي ووزارة الخارجية الأمريكية وغيرهم ويتهموني بتعزيز الحرب النووية. وبطبيعة الحال، فإن واشنطن هي التي تروج للحرب النووية، وواشنطن هي التي أقنعت روسيا والصين بأن ضربة نووية وقائية فد تلوح في المستقبل.
وتعتقد واشنطن، التي تتصف بالغطرسة، ان هذا سيخيف روسيا والصين، وان الحكومتين ستتسابقان الى واشنطن.
ربما سوف يفعلان، ولكن لن أراهن بذلك على حياة الكوكب.
ومن المتصور أن التعليم في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم الغربي ضعيف جدا في العقود الأخيرة والقراء ببساطة لا يمكنهم فهم ما يقرأوه. وإلا كيف يمكن أن نوضح سوء الفهم لمثل هذا التقرير استنتاجا عن هيئة الأركان العامة الروسية؟ التفسير الوحيد الآخر هو أن المواقع التي لديها أقسام التعليق توفر الفرصة للنخب الحاكمة لتوظيف الافتراء بدلا من الحقيقة.
أنا نادرا ما أرى تعليقا ذكيا على المواقع التي لديها أقسام التعليق. تأتي معظم التعليقات من أشخاص لا يقدمون أسمائهم الحقيقية والذين لا يرغبون في تقديم عناوين بريدهم الإلكتروني الحقيقية. تقريبا جميع التعليقات تأتي من مخادع مختبئ وراء أسماء وهمية وعناوين البريد الإلكتروني وهمية ومن المتصيدين المدفوع لهم.
أنا لا أكتب من أجل المفترين أو المتصيدون المدفوعي الأجر أو الجهلة. وأرى أنه موقف غير مسؤول للغاية بالنسبة لمواقع الويب التي لا تحترم كتابها من خلال الاتهامات المجهولة والاتهام من أشخاص غير معروفين. يجب ألا يكون هناك أي قسم للتعليقات إلا إذا كان هناك فحص دقيق للاسم الحقيقي للمعلق وعنوان البريد الإلكتروني الحقيقي.
أنا لا أسمح للمواقع التي ليس لديها هذا التوصيف بإعادة نشر أعمدتي.
واشنطن، كما فهمت الحكومتان الروسية والصينية، وضعت الحياة على الأرض تحت تهديد خطير. هذا أمر جاد، ليس هناك مجال للجهلة الناقلين للجهل والمتشددين المدفوع لهم لاستخدام الإنترنت لمهاجمة القلة الذين يوصفون بصدق التهديد المرير الذي تواجهه كل الحياة من حملة واشنطن للهيمنة العالمية.