ما بين روسيا وليبيا أكثر من حاجة ومصالح مشتركة
كتب بيوتر أكوبوف، في صحيفة "فزغلياد" الروسية بشأن الأمل في عودة ليبيا لاعبا قويا في إفريقيا والعالم العربي، رغم كل التدخلات الخارجية التي تحول دون اتفاق الليبيين على حل.
وجاء في المقال: التقى وزير الدفاع سيرغي شويغو مع قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لمناقشة الوضع في هذا البلد العربي. ولم تنجح حتى الآن محاولات روسيا وأوروبا تحويل المواجهة العسكرية إلى عملية تفاوضية.
تركيا وقطر وإيطاليا، لا تريد التخلي عن دعم السراج؛ وروسيا ومصر وفرنسا، لن تتخلى عن حفتر. في الوقت نفسه، فإن فرص حفتر الاستراتيجية أكبر من دون شك، وخطر تدخل اللاعبين الخارجيين المباشر لدعم خصومه صغير. فمهما هددت تركيا بمساعدة السراج، فإن الأتراك لن يدخلوا النزاع الليبي بأنفسهم. أما مصلحة روسيا فجيوسياسية واقتصادية.
وعلى الرغم من أن السلطات الليبية الجديدة صرحت مرارا بأنها تريد تجديد العقود القديمة وإبرام عقود جديدة، فمن الواضح أن العمل الحقيقي لن يسير إلا بعد استعادة وحدة الدولة الليبية. وعلى الرغم من أن حفتر أقرب إلينا، فإن روسيا تدفع كلا الجانبين إلى المفاوضات، بكل طريقة ممكنة، فلا نسعى إلى أن يكون لدينا دمية في السلطة في ليبيا (وهذا مستحيل)، نحن في حاجة إلى دولة قوية وموحدة.
ليبيا، نظرا لتاريخها وموقعها الجيوسياسي وتركيبة نخبتها، ستكون، حتما، شريكا لنا، ليس فقط لشراء الأسلحة وبناء سكك الحديد بمساعدتنا، إنما وتنسيق الأسعار في سوق النفط والغاز معنا، والعمل مع شركات الطاقة لدينا (غازبروم، وروس نفط لها مصالحها في ليبيا). وبمرور الوقت، سوف تعود ليبيا المستقلة لاعباً مهما في إفريقيا، وستكون نشطة في العالم العربي. وبالطبع، لن تنسى أولئك الذين ساهموا في تدمير البلد، وأولئك الذين ساعدوه في الأوقات الصعبة.
تحتاج روسيا إلى مثل هذا الشريك، ناهيكم بحقيقة أن المشاركة الفاعلة في التسوية الليبية ستقوي مكانة روسيا على المسرح العالمي.