ليبيا: حفتر يشعل طرابلس...والحسم العسكري يقترب
لم تصل الحرب في ليبيا إلى خواتيمها بعد، لكنها على ما يبدو دخلت مرحلتها الأخيرة لإنهاء الوجود المسلح، حيث يقف الليبيون على مشارف نهاية سنوات من التوحش الدولي، في الوقت الذي حاولت فيه التنظيمات المسلحة والقوى المتطرفة الأخرى، بتحريض أمريكي - إسرائيلي، للسيطرة على ليبيا، بعد أن أحرز الجيش الليبي، تقدماً مهماً في العاصمة طرابلس فأصبحت كافة مداخلها تحت قبضة قوات حفتر، بذلك استطاع الليبيون فرض وجودهم والسيطرة النارية والميدانية، وكسر المعايير المتعلقة بالتوازن، وإسقاط كل حسابات أمريكا والغرب بشأن ليبيا.
في تطور مهم للحرب على الإرهاب في ليبيا أعلن القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، التقدم نحو قلب العاصمة الليبية طرابلس داعيا المسلحين الذين يقاتلون الجيش بإلقاء السلاح ، وقال حفتر، وهو يرتدي الزى العسكري، إن "اليوم نعلن المعركة الحاسمة والتقدم نحو قلب العاصمة. وتعود طرابلس كما عهدها التاريخ منارة وعاصمة للحضارة" وختم بالقول: "الجيش منتصر لا محالة بإذن الله".
وعلى الرغم من الدعم التركي اللامحدود بالعتاد والسلاح، فشلت ميليشيات طرابلس في تحقيق أي تقدم في مواجهته مع الجيش الليبي العازم على تطهير كل شبر من البلاد من الإرهاب والتنظيمات المسلحة الموالية لجماعات الإسلام السياسي، بذلك تشكل اقتراب ساعة الصفر فيما يخص معركة تحرير طرابلس انتكاسة كبيرة للتنظيمات المسلحة وضربة موجعة للرئيس التركي الذي أعلن دعمه لحكومة الوفاق.
اذاً معركة طرابلس، هي معركة إستراتيجية لدحر الميليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، ويبقي السؤال الرئيسي هنا هو: هل اقتربت ساعة الحسم لتحرير طرابلس؟ أم إن الأزمة الليبية لم يحن الوقت لإنهائها؟ ذلك ما سنعرفه قريبا.. من نتائج على أرض الواقع. وخاصة تشير الإنجازات التي حققها الجيش الوطني الليبي إلى أن المليشيات الوطنية وأخواتها على بُعد خطوات من النهاية، بعد أن أثبت الجيش صلابته وتماسكه وتمتعه بقدرات قتالية عالية، لذلك أن الأسابيع القليلة القادمة ستكون حاسمة في كل ما يتعلق بالقتال في ليبيا، ولم يعد أمام أعداء ليبيا إلا إعادة ضبط ساعاتهم وفق بوصلة الانتصارات التي يحققها الجيش في معظم مناطق ليبيا.
أرادوا من الجماعات المسلحة والمتطرفة أن تحتل ليبيا، وأن تكون الأداة التي يتم من خلالها رسم خارطة المنطقة الجديدة, بما يعرف بـ" الشرق الأوسط الجديد"، فجندت لها أمريكا وحلفاؤها كل مقومات القتل، لإنجاحها فيما خُطِطَ لها، لكن الجيش الليبي بعد كل السنوات من حرب الوجود ما زال صامدا يضحي بأغلى ما عنده في سبيل وطنه وشعبه، ولا يزال مستمر في مواجهة المؤامرة التي إستهدفت الوطن الليبي والسعي إلى تمزيقه وتفتيته، ولو كان يريد أن يتنازل لما إنتظر كل هذا الوقت وقدم تضحيات كبيرة وعظيمة ، لذلك فإن النصر على الإرهاب ودحره وإجتثاثه وإحباط مخططات داعميه باتت قريبة من المنال.
مجملا.... إن ليبيا ستبقى صامدة بوجه الإرهاب الدولي والإقليمي من جهة، وبوجه الإرهابيين والقتلة من جهة ثانية ، وما يؤكد استطاعة طرابلس على الصمود بوجههم، هو قدرة الجيش الليبي على تحرير طرابلس ، فأملي الوحيد هنا أن يتوقف الدعم الغربي والعربي للإرهاب وتنتصر ليبيا على المخططات التدميرية التي تتربص بها ، ويعود أبنائها إليها للمشاركة في بنائها والعيش الكريم في أرجاءها.
وباختصار شديد يمكنني القول: ما هي إلا أيام، وسنرى العلم الليبي يرفرف في وسط طرابلس، فلوحة الانتصارات بدأ يرسمها الشعب الليبي، وستكتمل قريباً في طرابلس ولن يعلو صوت إلا صوت ليبيا وستظل دائماً رغم أنف كل حاقد، بذلك إنهارت كل أحلامهم وأصبح النصر وتطهير المحافظة بالكامل أقرب من حبل الوريد