السيسي: جنرال مصر على الجبهات متعددة
تحت العنوان أعلاه، كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول التعديل الدستوري في مصر نحو تمديد فترة الرئاسة، ونجاح السيسي في لعب دور إفريقي مهم.
وجاء في المقال: احتفل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفوزه على جبهتين، داخلية وخارجية. فبالأمس، أعلنت نتائج الاستفتاء على اعتماد تعديلات على دستور مصر، تسمح للرئيس بالبقاء في السلطة حتى العام 2030. وفي الوقت نفسه، حاول السيسي تعزيز مكانة مصر كلاعب رئيس في القارة الإفريقية، فعقد أمس مؤتمر قمة زعماء الاتحاد الإفريقي في القاهرة حول الوضع في السودان وليبيا.
فالأسبوع الماضي، منح الاتحاد الإفريقي المجلس العسكري السوداني المؤقت، الذي استولى على السلطة في 11 أبريل، 15 يوما لتسليم إدارة الدولة إلى حكومة مدنية، وإلا تفقد الخرطوم عضويتها في المنظمة. ودعم الاتحاد الأوروبي هذه المطلب.
إنما خلال الاجتماع الذي عُقد في القاهرة، أقنع الرئيس السيسي زملاءه بأن هذا الإنذار غير واقعي، فالسلطات السودانية تحتاج إلى وقت. فالمعارضة السودانية وحدها، قدّمت، الأسبوع الماضي، حوالي مائة خيار للمرحلة الانتقالية، وهناك العديد من المقترحات لتشكيل الحكومة المؤقتة.
مصر، وكذلك شركاؤها العرب- المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- الذين وعدوا بتقديم الدعم المالي للمجلس المؤقت، راضون عن الأشخاص الذين تولوا السلطة في السودان. هناك من يقول بأن القاهرة والرياض وأبو ظبي هي التي دفعت الجيش السوداني إلى اتخاذ إجراءات حاسمة على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس عمر البشير والتي لم تتوقف منذ ديسمبر، خشية أن يأخذ المبادرة أشخاص مقربون من قطر.
كما تدعم ترويكا القاهرة وأبو ظبي والرياض بنشاط الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي شن هجوما مفاجئا في أوائل أبريل على طرابلس، حيث تجتمع حكومة الوفاق الوطني. وهذا ما عطل خطط الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لعقد مؤتمر مصالحة وطني لإيجاد مخرج من الصراع الليبي. فيما اتخذت فرنسا والولايات المتحدة وروسيا موقفا متحفظا حيال خليفة حفتر.
الأسبوع الماضي، دعت حكومة الوحدة الوطنية بصورة مباشرة باريس والقاهرة إلى إعادة النظر في موقفهما من المشير حفتر. لكن القيادة المصرية لا تتخلى عن موقفها. فقد أكد الرئيس السيسي في القمة على ضرورة إعطاء الجيش الوطني الليبي فرصة القضاء على الإرهاب.