الشيخ نواف المسلط: السعودية تسعى لعودة العلاقات مع سوريا.. وقسد أغرقت نفسها
بعد سبع سنوات قضاها في الرياض وبعد زيارته للعراق ودمشق والحسكة، أكد الشيخ نواف عبد العزيز المسلط شيخ مشايخ قبيلة الجبور العربية على وحدة وسيادة سوريا وعلى عروبة منطقة شرق الفرات، لافتاً إلى أن السعودية تعتبر وحدة سوريا وسيادتها صمام الأمان في المنطقة وأن العلاقات السورية والسعودية تمضي بشكل إيجابي للوصول إلى عودة مميز للعلاقات بين البلديين الشقيقين.
وقال الشيخ المسلط الذي أقام التعازي بوفاة والدته في مجلسي عزاء بدمشق والحسكة، في تصريح لـ "سبونتيك": إن الأكراد في المنطقة الشرقية من سوريا (شرق الفرات) هم شريحة مهمة من الشعب السوري وعليهم واجبات ولهم حقوق مشروعة، مضيفا -وفق رأيه- أن حل أي معضلة كبيرة، من خلال الحوار البناء مع الشرفاء من وطننا السوري يعطي نتيجة إيجابية، وكما للكرد حقوقهم، أيضا لأبناء العشائر العربية في الجزيرة السورية رأيهم وانتماؤهم الوطني وهي حقوق على الجميع احترامها، ونحن حريصون كل الحرص على عروبة منطقتنا (شرق الفرات) وبشكل غير قابل للمساومة، مؤكدا في سياق أخر بأن العلاقات السورية والسعودية تمضي بشكل إيجابي للوصول إلى عودة مميز للعلاقات بين البلديين الشقيقين.
قسد استغل الغياب العربي
ولم يخف الشيخ المسلط أن "الطرف الكردي ارتكب الكثير من الأخطاء على الأرض"، معربا عن تفاؤله في الوقت نفسه في حل كل القضايا العالقة بين القوات الكردية وبين الدولة السورية، وبين العشائر العربية التي ترفض التقسيم والنزعات الانفصالية، من خلال الحوار البناء، كاشفا أنه في دمشق حاليا لهذه الغاية، معتبرا أن القيادات الكردية استغلت الفراغ الكبير الذي تركه غياب الدور العشائري والقبلي الحقيقي والمنظم في المنطقة الشرقية ما انعكس بشكل سلبي على السكان العرب.
وأضاف الشيخ المسلط "يجب أن نكون واقعيين بالتعامل مع قضية تواجد قوات "قسد" في المنطقة الشرقية من سوريا، على أنه أمر واقع وموجود حاليا فهم يتمتعون بدعم إقليمي ودولي، إضافة للثقل المحلي، ومن خلال الحوار المفتوح ووجود الخيريين سيتم التوصل إلى حلول ترضي الجميع، بما يضمن وحدة الجمهورية العربية السورية، فنحن ضد أي تقسيم أو أي مشروع انفصالي ضمن مسميات الفيدرالية وغيرها".
الانتماء الوطني أولا
وأكد الشيخ المسلط: نحن اليوم متمسكون بانتمائنا الوطني أولا، موضحا أن "الانتماء القبلي هو أقوى الروابط الاجتماعية بعد الانتماء الديني، ونحن في هذه المرحلة لسنا متمسكين بهذه المسميات العشائرية والقبائلية بقدر ما نحن متمسكين بالانتماء الوطني، وهناك رأي واحد لدى جميع مكونات المنطقة الشرقية وهذا ما لمسناه بشكل مباشر من خلال اللقاءات في مجلس عزاء والدتي في مدينة الحسكة الذي تحول إلى ملتقى لجميع المكونات ومن كافة الانتماءات كما لمسنا رأيا موحدا لدى الجميع يؤكد على وحدة سورية شعبا وأرضا وقيادة ومؤسسات دولة عسكرية ومدنية.
ننظر بإجلال إلى تضحيات الجيش السوري
وأثنى الشيخ المسلط على التضحيات الجسام التي قدمها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة في حربه على الإرهاب وقال: "الجيش العربي السوري كمؤسسة عسكرية وطنية قدم الكثير من التضحيات الجسام وإلى جانبه القوات الرديفة من أبناء العشائر، في الدفاع عن وحدة سوريا شعبا وأرضا وهو ما نقدره ونجله كثيرا، ونحن في نفس الوقت لا ننكر الدور المهم "للوحدات الكردية" وتضحياتهم في محاربة الإرهاب الدولي على أرضنا السورية وفي القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث يتواجد الآن
أكثر من عشرة ألاف معتقل من عناصر التنظيم في سجون تنظيم "قسد" في محافظة الحسكة وهم من جنسيات أجنبية وعربية متنوعة.
قسد جلبت على نفسها غضب العشائر
وأشار الشيخ المسلط إلى أنه لمس الكثير من الايجابية لدى عدد من قيادات "قسد" الذين التقاهم في مجلس العزاء، وقال "لمسنا ذلك من خلال ردهم على طروحاتنا التي تؤكد على ضرورة الاحترام الكامل للخصوصية العربية للمنطقة الشرقية، لأن العشائر العربية لم تكن يوما واحدا سابقا أو حاليا ضد الأكراد، وعندما أصدر الرئيس الدكتور بشار الأسد مرسوما بمنح 120 ألف كردي الجنسية العربية السورية، كنا أول المباركين والمؤديين لهذه الخطوة، ولم نعتبره تهديدا ديمغرافيا لمنطقتنا العربية بل على العكس تماما، وهذا الموضوع يجب أن يحترم ويقدر لدى الطرف الكردي.
ولفت الشيخ المسلط إلى أنه طرح على القياديين الأكراد سؤالا مهما بأنه من حدود دير الزور إلى حدود الحسكة كمدينة لا يوجد أي قرية كردية فلماذا تطالبون أبناء العشائر العربية بأن يقبلوا بتحكم شخص كردي بهم، لذلك هم يرفضون هذا التحكم والتسلط، لأننا بنفس الوقت نرفض تحكم ابن الشدادي مثلا بسكان الدرباسية وعامودا وهو ترفضونه بشكل أكيد كأكراد.
وعن احتجاجات ومظاهرات العشائر العربية ضد سياسات "قسد"، بين شيخ مشايخ قبيلة الجبور أن ما يحدث في مناطق شرق الفرات من مظاهرات واحتجاجات وغضب شعبي هو نتيجة طبيعة للتصرفات غير المحسوبة من هذه القوات، من خلال سياسة الاعتقالات العشوائية وفرض الضرائب واعتقال الشبان وهذه التصرفات جميعها هي صنيعة أيديهم هم، وعليهم التوقف عنها بشكل نهائي وهو ما شددنا عليه وأكدناه خلال اللقاءات التي تمت بشكل عفوي ومباشر.
وأكد الشيخ المسلط أن "على الإخوة الكرد أن يدركوا- وأعتقد أنهم يدركون- وهم يدركون أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لها أمان وليس للأمريكان صاحب أبدا، وأن السياسة الأمريكية في المنطقة تتوخى مصلحتها فقط وهو ما نرفضه بشكل مطلق كأبناء عشائر عربية.
القطيعة السورية السعودية غيمة بدأت تنقشع
الشيخ المسلط (الذي تربطه علاقة قربى مع العائلة المالكة السعودية) وعلاقات مميزة مع عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، كشف أنه لمس مؤخرا خلال تواجده في الرياض ومن مصادر قيادية في المملكة أن هناك مؤشرات ايجابية جدا باتجاه عودة العلاقات السورية السعودية، موضحا أن المملكة العربية السعودية بلد عزيز على قلب الرئيس الدكتور بشار الأسد والعلاقة السورية السعودية هي علاقة مميزة عبر التاريخ العربي وكان هناك علاقة أخوية مميزة بين الراحلين حافظ الأسد والملك عبدالله آل سعود، وفي الوقت نفسه فإن المملكة حريصة على وحدة سوريا لأنه صمام وحدة وسلامة المنطقة العربية، وما حدث خلال السنوات الماضية ما هو إلا غيمة سوداء بدأت تنقشع بشكل فعلي بين البلديين الشقيقين.
العراق وسوريا شعب واحد
وعن زيارته الأخيرة لدولة العراق شرح الشيخ نواف عبد العزيز المسلط لــ "سبونتيك" بأنه كان في ضيافة الدولة العراقية بكامل مفاصلها، حيث التقى الرئيس العراقي وعددا من المسؤولين الحكوميين، وكانت الزيارة بهدف توحيد الصف العشائري العربي في العراق خصوصاً لأبناء قبيلة الجبور (أكبر القبائل العربية في العراق ويبلغ تعداد أبنائها ستة ملايين فرد) والذين يعانون من تفكك الرأي الواحد، وتابع المسلط بأنه لمس عند جميع العراقيين مسؤوليين وأبناء عشائر حبا وودا كبيرين للدولة السورية وللشعب السوري فالشعبان هما امتداد لبعضهما البعض في السراء والضراء.