الأمير السعودي بن سلمان يقيم علاقات مع اللوبي الإسرائيلي.. تفاصيل
عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كجزء من جولته في الولايات المتحدة، اجتماعات في نيويورك مع اثنين من الحاخامين: رئيس الاتحاد اليهودي المصلح "ريتشارد جاكوبس" ورئيس الكنيس اليهودي المحافظ "ستيفن ويرنيك". الخوف من إيران يدفع السعودية إلى التحالف مع إسرائيل.
أكد الاجتماع على الصلة المشتركة بين جميع الناس، وخاصةً ذوي الإيمان، والتي تؤكد على أهمية التسامح والتعايش والعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.
هذه ليست المرة الأولى التي يتفاوض فيها مسؤول سعودي كبير مع الحاخامات. فقد التقى الملك السابق عبد الله مراراً وتكراراً مع الحاخام "مارك شنير". إن العلاقات الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل مؤلمة للغاية في العالم الإسلامي. وخاصةً في الوقت الذي يصدر فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً بشأن الاعتراف بالقدس كعاصمة للدولة اليهودية ويلغي الفرصة لحل المشكلة الفلسطينية. وهذا يُذكر بقمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، الذي أدان قرار ترامب، والذي أرسلت إليه السعودية وزيراً من الدرجة الثانية مما يؤكد عدم اكتراثها بفلسطين.
ومع ذلك، فإن الأمير السعودي الشاب لديه حجج قوية – التهديد الإيراني. يتعامل محمد بن سلمان بوضوح، بخلاف أسلافه، ولا يخفي تحالفه مع إسرائيل. فقد اعترف في مقابلة مع مجلة "ذا أتلانتيك" المعروفة، بحق الشعب اليهودي بدولته.
وقال بن سلمان: "أعتقد أن للفلسطينيين والإسرائيليين الحق في امتلاك الأرض. وبالنسبة لسؤال المجلة حول ما إذا كان هناك مشاكل مع معاداة السامية في المملكة العربية السعودية، فأجاب ولي العهد بالنفي، مستشهداً بمثال عن الرسول، وقال: "إن نبينا محمد كان متزوجاً من امرأة يهودية".
لا تعترف السعودية رسمياً بإسرائيل، وكانت لعدة عقود معارضة قوية لإنشاء دولة يهودية. وجاء الاعتراف الرسمي في عام 2002، عندما دعمت المملكة مبادرة "الدولتين".
الاتحاد مع إسرائيل، والذي يكمل بنجاح إرادة ترامب المناهضة لإيران، تمليها الواقعية السياسية. فبعد إضعاف الدول العربية في أعقاب ما يسمى بالربيع العربي، وبعد عقود من التحديث العسكري والاقتصادي لإسرائيل، التي تمتلك الأسلحة النووية، أصبحت تل أبيب القوة الوحيدة القادرة على مقاومة طهران. ووفقاً للاستراتيجيين السعوديين فإن طهران تشكل التهديد الرئيسي للمملكة. ولا ينظر السعوديون حسب قولهم فقط إلى البرنامج النووي والصواريخ الباليستية، بل إلى الحروب الإيرانية بالوكالة (من خلال الأقليات الشيعية) ضد حلفاء السعودية في لبنان واليمن وسوريا والبحرين وحتى على أراضي المملكة.
افتتحت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة، مجالها الجوي للرحلات التجارية إلى إسرائيل. ويعمل البلدان على تطوير أنظمة دفاع صاروخية، ويخطط السعوديون للدفاع عن أنفسهم ضد الصواريخ الإيرانية. ظلت إسرائيل طوال ما يقارب ثلاثة عقود الضامن لسلامة ناقلات النفط السعودية التي تمر عبر القطاع الشمالي للبحر الأحمر.
يتخذ ولي العهد خطوات غير مسبوقة للدولة المحافظة جداً، من أجل كسب التعاطف من إسرائيل والدول الغربية. وكان محمد بن سلمان قد أعلن في العام الماضي الانتقال إلى الإسلام المعتدل، ووعد بإعطاء المرأة حق قيادة السيارة، والسماح للمرة الأولى بوضع أشجار عيد الميلاد في الأماكن العامة.
إن لقاء محمد بن سلمان مع القادة اليهود في الولايات المتحدة، هو أولاً وقبل كل شيء مبادرة من محمد نفسه. يحتاج ولي العهد لجمع تحالف مناهض لإيران مكون من الدول التي يمكنها فعلاً التصدي لإيران. وهناك عدد قليل جداً من هذه الدول وإسرائيل إحداها. لقد استمر سحب إسرائيل إلى هذا التحالف فترة طويلة، ولكن ولي العهد بحاجة لأن يكون هذا التحالف على المستوى الرسمي. ولهذا فإنه يحاول بهدوء وبدقة بالغة إقامة علاقة مع إسرائيل.
يوضح برنامج ولي العهد مدى أهمية أن يحشد دعم اللوبي اليهودي. ويشمل هذا الاجتماع مع ممثلين عن اللجنة الأمريكية الإسرائيلية المعنية بالعلاقات العامة، والوقوف من أجل إسرائيل والاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية. يقف على القائمة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "هنري كيسنجر"، ورجل الأعمال "روبرت مردوخ"، وصهر الرئيس ترامب "جاريد كوشنر" وكلهم من أصل يهودي. وتذكر قناة الجزيرة القطرية أن هذه المجموعات أنفقت ملايين الدولارات لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، وحاربت أولئك الذين حاولوا إجبار إسرائيل على الاعتراف بفلسطين.