المقاومة تجيد اللعب بأعصاب الإسرائيليين
بعد مراكمة الكثير من البيانات السياسية والعسكرية وكذا الأمنية، بات واضحاً أن حالة القلق التي تعيشها تل أبيب، ترقى إلى مستوى الشلل الكامل في انتظار زمان ومكان رد المقاومة، على استشهاد المُجاهد علي محسن، خاصة أن اسرائيل تُدرك في مضمون وأهداف معادلة المقاومة، أن حالة الزخم التكتيكي لدى المقاومة، ستُصرف معادلة يصعب على عباقرة الكيان السياسيين والأمنيين فك طلاسمها، الأمر الذي سيكون له منعكسات على مناحي أُخرى في عمق الأراضي المحتلة، بالتزامن مع حالة الارتباك السياسي التي أُطرت كباشاً سياسياً بين نتنياهو وغانتس، مروراً بحالة الجمود الاقتصادي التي يعيشها الكيان جراء تداعيات فايروس كورونا، وصوولاً للمظاهرات التي تتخذ من شوارع تل أبيب منطلقاً ذو أبعاد متعددة لمحاصرة نتنياهو.
الانتظار الصعب والقاتل هو التوصيف الدقيق للحالة التي تعيشها إسرائيل، فكلما طال هذا الانتظار، حُققت بموجبه معانٍ استراتيجية تُبدع المقاومة في ابتكارها، فالرعب يُترجم تخبط على الصُعد كافة، خاصة أن توقيت الرد وزمانه بيد سيد المقاومة، مع الأخذ بعين الاعتبار كافة التكتيكات لموازنة مرحلة ما بعد الرد، مع الحرص الكامل المؤطر بالخطوات السياسية والعسكرية، لاستيعاب حماقة جديدة قد يرتكبها العدو.
الثابت الوحيد في ما سبق من معادلات هندستها المقاومة، أن رد المقاومة قادم لا تبديل بذلك ولا تحويل، وأن أركان المحور على أتم الاستعداد لتوسيع مروحه الاستهداف إن أرادت اسرائيل الرد مُجدداً، وضمن ذلك، فإن المقاومة لديها من رصيد لن تتمكن اسرائيل من إيداعه في حساباتها، أو صرفه في المستويات العسكرية، وما بين هذا وذاك، هناك تفوق واضح المعالم لدى المقاومة، وقادرة على إركاع اسرائيل، أو إيقاف رموزها على قدم ونصف، فكلام سيدها واقعٌ لا محالة.