الملياردير اليهودي والأمير العربي

08.12.2017

هزة داخل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة : الى أين يمكن أن يذهب التعاون الاستراتيجي بين اسرائيل والمملكة العربية السعودية ؟!

المقالة التي نشرت في صحيفة «اسرائيل اليوم»، وقد وصفت فيه ما يقوم به الأمير محمد بن سلمان في بلاده بـ«برج من ورق»، آيل الى السقوط، كان بمثابة الانفجار (النووي) في أرجاء البلاط. ما الذي حدث ؟

ناشر الصحيفة الأولى في اسرائيل، التي توزع مجاناً، هو الملياردير اليهودي النيويوركي ادلسون شلدون، الصديق الشخصي لبنيامين نتنياهو. الذي، من أجل حفل زفافه الثاني، تحوّل الكنيست من قاعة للتشريع الى قاعة للأفراح.

أحد مراسلي الصحيفة في واشنطن تحدث في لقطة تلفزيونية عن «نهاية هتلرية» لولي العهد السعودي. اذ غرقت دبابات زعيم الرايخ الثالث في الثلوج الروسية، تغرق دبابات الأمير الشاب في رمال الشرق الأوسط، مع التوقف عند الحرب السيزيفية في اليمن.

القاذفات التي تطحن عظام اليمنيين هي ذاتها التي تطحن أرصدة السعوديين. آخر صفقة لشراء القنابل من أميركا بقيمة7 مليارات دولار. هي على هامش تسييل الصفقة التي تتجاوز المئة مليار دولار، وقد عقدت أثناء زيارة الرئيس دونالد ترامب للرياض.

ادلسون  شلدون، ابن اليهودي المعوز، الذي مثل الرئيس الأميركي بات أحد نجوم لاس فيغاس، جمع ثروته (نحو40 مليار دولار) من عالم الكازينوات، ليغدو من أبرز أركان اللوبي اليهودي تأثيراً في العلاقات ان داخل الاستبلشمانت أو عبر البحار.

في الغرف المغلقة أن أحد الأسباب وراء المقالة اعتقاد باحثين كبار في المعاهد الاستراتيجية المرتبطة باللوبي أن ولي العهد السعودي يعمل، وبـ»رؤية هوجاء» لتقويض كل التابوات التي شكلت، على مدى عقود، الركائز الأساسية للمملكة، منذ انشائها على يد الملك عبد العزيز آل سعود.

العائلة التي كان المؤسس يعتبر أنها ينبغي أن تبقى مثل أصابع اليد، لا مثل حزمة الحطب التي يمكن أن تتبعثر، لم تتزعزع فحسب بل تكاد تتفتت. ثمة أمراء يتعرضون للتعذيب من أجل الادلاء بمعلومات حول ثرواتهم أو حول ما كانوا يعدّون له لاطاحة الملك ونجله.

الأمير محمد يستخدم المطرقة لتفكيك البنية الايديولوجية للمملكة، أي المؤسسة الوهابية وحيث كان التأثير الحديدي لأحفاد محمد بن عبد الوهاب في المجتمع السعودي تحت عباءة العائلة المالكة.

الشيء الذي يستوقف الباحثين  شغف الأمير الشاب في قرع الطبول، والانزلاق الى صراعات يعتبر أنها تساعد على تعبئة القبائل، والفئات الشبابية، الى جانبه في تحقيق مشروع تحويل المملكة من ثقافة الدوران حول الكعبة الى ثقافة الدوران حول الكازينو.

هذا وان كان هذا الانتقال الذي هو رهانه المدوي، يتعاطى في الشكل مع مفهوم الحداثة. لا كلام البتة عن الديمقراطية، ولا عن صناديق الاقتراع. شيء ما من اللوياحيرغا الأفغانية بالكعب العالي.

وكانت معلومات مصادر دولية موثوقة قد أشارت الى أن «حفلات التعذيب» (في أفخم سجن في العالم، أي فندق ريتز) طاولت أمراء يرتبطون بشراكة عابرة للقارات مع رجال أعمال يهود، اسرائيليين، وأميركيين، وأوروبيين.

اللوبي اليهودي يقول ان بنيامين نتنياهو طلب من الأمير الانتقال بالعلاقات الى العلن، بتوقيع معاهدة استراتيجية تلحظ، في أحد ملاحقها، شراء أسلحة من اسرائيل بقيمة 60 مليار دولار على امتداد عشر سنوات.

للمرة الأولى، يخشى ولي العهد السعودي من المغامرة. معلومات استخبارات عربية عريقة تؤكد أن الأمير قال لنتنياهو أن الحفاظ على سرية العلاقات في هذه المرحلة أكثر جدوى في الظروف الراهنة لأن الايرانيين سيملأون الدنيا بالصراخ، وهذا ما يمكن أن تكون له تداعياته الصاعقة.

برج من ورق. التوصيف المريع ليس للايرانيين الأعداء بل للاسرائيليين الأشقاء. لا أحد يريد انهيار المملكة. كفانا خراباً. ليت صاحب السمو يصغي، ولو للحظة، لنصيحة فلاديمير بوتين «لتكن القفازات الحريرية بدل القاذفات» !!