إلامَ يمكن أن ينتهي اندلاع حرب أهلية في ليبيا؟
تحت العنوان أعلاه، كتب كيريل سيمونوف، في صحيفة "آر بي كا"، حول آفاق تطور الأحداث في ليبيا.
وجاء في المقال: هجوم الجيش الوطني الليبي جاء مفاجئا للمراقبين. رهان حفتر، مرتفع للغاية. ففي حالة عدم نجاح العملية أو فشلها، يمكن أن يخسر الكثير، بما في ذلك دعم الحلفاء الحاليين وحياد أمريكا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
في الوقت نفسه، فإن موقف المجتمع الدولي هو الذي شجع انطلاق مرحلة جديدة من التصعيد في ليبيا. فاستجابة القوى الكبرى كانت محدودة على استيلاء حفتر على حقول النفط من الحكومة الشرعية. يمكن افتراض أن المشير مُنح الضوء الأخضر لغزو طرابلس، لكنه قُيّد بإطار زمني. فكلما امتدت العملية، قلت حظوظ بقائه ضمن شرعية قانونية دولية ما.
من المرجح أن يتحدد موقف روسيا تبعا لسير العملية العسكرية. فعلى ما يبدو، في حال فشل حملة حفتر العسكرية الحالية، سيتراجع دعم روسيا له، وتنشط الاتصالات مع حكومة السراج، كما جرى غير مرة في السنوات الأخيرة. وهناك مقدمات لمثل هذه النتيجة، فلم تنجح السيطرة على طرابلس بضربة خاطفة.
إلى ذلك، فليس هناك ما يسوغ الرهان على دعم سكان غرب ليبيا، الذين بدوا متعبين من الفوضى وينتظرون إرساء النظام من حفتر. فبدلاً من ذلك، بدأت تعبئة جماهيرية، لا مثيل لها منذ العام 2011.
فإذا ما انضمت فصائل أخرى موالية لحكومة الوفاق الوطني، من تلك المتحفظة حتى الآن على المشاركة في القتال، فإن موقف حفتر سيصبح حرجا ليس فقط في طرابلس، إنما في ليبيا ككل.
من ناحية أخرى، يمكن لهذه المجموعات أن تنضم إلى حفتر، فتبقى لدى الجيش الوطني الليبي... عندها سيكون قادرا على إعادة تجميع صفوفه وتوجيهها إلى مصراته، بدلاً من طرابلس، الأمر الذي لن يتسبب في مثل هذا الرد الدولي القوي ويجبر السراج على مواصلة المفاوضات. لا يستبعد أن تُمارَس ضغوط خارجية على طرفي النزاع لإجبارهما على وقف القتال، لكن فرص استئناف الحوار وعقد مؤتمر سلام تتلاشى كل يوم.