الخريطة العسكرية للتعاون الروسي الصيني
تجاوز التعاون العسكري بين روسيا والصين إطار الشراكة العادية منذ فترة طويلة ، بالتوازي مع العلاقة ذات المستوى العالي مع حلف شمال الأطلسي قبل الأزمة الأوكرانية.
لقد وصل التفاعل بين موسكو وبكين في المجال العسكري الآن إلى مستوى رفيع، وأصبح من الضروري تغيير شكله الرسمي.
وقد أعطى الاجتماع الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ في إطار المنتدى الدولي "حزام واحد، طريق واحد" زخما قويا لهذا التعاون.
وهذا هو السبب الذى دفع وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو خلال اجتماع لرؤساء إدارات الدفاع في الدول الاعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون في أستانا إلى عرض توقيع "خريطة طريق" لتطوير التعاون العسكري بين البلدين للفترة 2017-2020. والهدف الرئيسي لهذه المبادرة الروسية هو بذل جهود مشتركة مع الصين لحماية السلام وتعزيز الامن الدولي.
وتتطلب هذه المسألة تطويرا مشتركا متواصلا، غير أن وزير الدفاع الصيني الكولونيل الجنرال تشيانغ وان تشيوان قال بدوره إن مستوى الثقة بين جيشي البلدين "ازداد بشكل مستمر" في السنوات الاخيرة.
وفي عام 2017، من المزمع اتخاذ عدد من التدابير المشتركة واسعة النطاق بشأن الموضوع العسكري، وصفها وزير الدفاع الصيني بانها "ضخمة وهامة". ومن الواضح أننا نتحدث عن مناورات مشتركة ومناورات لمكافحة الإرهاب داخل المنظمة. وعلى وجه الخصوص، ستجري المناورات الدولية لمكافحة الإرهاب "بعثة السلام - 2018" على الأراضي الروسية في أيلول / سبتمبر. ودعي ممثلو الهند وباكستان - البلدان المتنافسان - للمشاركة في هذه المناورات. وسيكتمل تسجيل عضوية الهند وباكستان في منظمة شانغهاي للتعاون خلال يومين.
وتجدر الاشارة الى أن تجديد وتقوية منظمة شانغهاي للتعاون هو موضوع هام حيث أن الوضع فى "المنطقة الساخنة" الرئيسية في منطقة وسط وجنوب آسيا - في افغانستان - يتدهور باطراد، والعملية العسكرية للقوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة لم تسهم في تهدئة الصراع.
وأشار وزير الدفاع الروسي شويغو إلى أن مجموعات من داعش تنشط في أراضي افغانستان وقد وصل عددها بالفعل الى ثلاثة الاف ونصف.
إن استراتيجية إنشاء الخلافة الإسلامية، التي تنفذها هذه المجموعة، تهدد أمن كل من أفغانستان والبلدان المجاورة لها، وكثير منها أعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون.