الحرب المقدسة.. ولكم في الأرمنِ عِبرةٌ يا أولي الأكراد
المسألة الكردية أو ربما الأنسب وصفها بـ "الورطةِ الكردية والكيانُ المزعوم" في الشمالِ الشرقي السوري، والتي تتصدر الحدثُ الإعلامي العام في المنطقة وعلى الجبهةِ الدولية على اختلاف محاورها.
فلا تكادُ تخلو - صفحة أو نشرة أو ندوة - من التطرقِ لهذه المسألة، هذا إذا لم تكُن قد سُخِرت كلها للحديثِ حولها.
كمتابع للشأنِ العام، ولهذا الشأن خاصةً الذي لا يخرج عن كونِه الحلقة ما قبل الأخيرة من مُسلسلِ الدمِ "الربيعُ العربي"، والذي عشناه في السابق على هيئةِ تمثيلياتٍ تبقى خجولةً أمام ضخامةِ إنتاجِ هذا المُسلسلِ الأكثرِ دمويةً منذُ الحربِ العالميةِ الثانية، باعترافِ العالم بأسره.
ومن باب ربما "الثقةِ" أكثر من التحليل و"اليقين" أكثر من الحُلم، إن هذه "الورطةُ" التي زُج فيها شقيقنا الكردي في الوطنِ - بطيب نيةِ مُعظمهِ وسوءِ سريرةِ قلتهِ - ضد دولته ومؤسساتها و على رأسها المؤسسةُ العسكرية، هي "الورطةُ" الأضعف في مسلسلِ الحربِ والدمِ التي عاشها الوطنُ النازفُ على مدى سبعٍ صِعاب من عُمرِ هذهِ الحرب.
حيثُ أنَ كل المعطيات الواردة من كامل ذوو الشأن في هذه "الورطة الكردية" من المحورين تُشير إلى أن الخاسرَ الوحيد في هذه "المعمعة" الحاصلة هو الشقيقُ الكردي.
وباستعراضٍ عام يتضحُ الآتي:
أولاً: الشقيق الكردي هو الرهان الوحيد الباقي بجعبةِ الأمريكي مُشغلهِ الحالي ومُستثمرهِ كأخر معقلٍ لهُ في الساحةِ (العسكرية) السورية وليس (السياسية)، لأن الأمريكي وفي جميع معاركهِ يعمل على الشق العسكري قبل السياسي فهو أكثر من يعرف أن المُلك يحدده كمُّ السيطرة في الميدان وليس في قاعات المؤتمرات خلف "الميكروفونات".
ثانياً: الشقيق الكردي هو "الغصةُ" الوحيدة و"الحرقةُ" الأوحد التي تمكنت تركيا وعلى رأسها أردوغان من المناورة والمراوغة والالتفاف في كُلِ الملفات والساحات إلا معها، ولكم سمعنا صوت حالهما يقول: لو يغفل الكونُ بِضع ثواني "لؤادنا لكم الشقيقة والشقيق" ... ولكم في الأرمنِ عبرةٌ يا أولي الأكراد ...!!
ثالثاً: الشقيق الكردي وبغضِ النظر- عن أحقيته فيما يفترضهُ لنفسه من كيانٍ مزعوم - فقد هيأ نفسه تاريخياً ليكون ذو تركيبةٍ "خاصة" لا تقبلُ المشاركة، وكيف ذلك وصلبُ الحاصلِ الآن أن معظم قِواه غذاؤها "فضلةٌ" من طبخةٍ داعشية أمريكيةُ - التحضير والتبهير!!
رابعاً: الشقيق الكردي على مدى عشراتِ السنين من الزمن ومن المشاركة في العيش فوق التُراب الوطني، هو أكثرُ من خبِر طعمَ الوطنيةِ السمحاء ونارُ الخيانةِ الحمراء، والأحمقُ فقط وحدهُ الأحمق من يترع الغدر مرتين!
يجب على الأكراد أن يسلمو مواقعهن للجيش السوري في الرقة والحسكة ويرفعو العلم السوري والانضمام إلى حلفاء الجيش السوري من أجل الوصول إلى بر الأمان.
فلا يظُننَّ أحدٌ ولا يتوهمنَّ واهمٌ ولا يُعولنَّ معول على أنَ شيئاً قد يوقف زحف الجيشِ العربي السوري المُقدس إلى الحرب المقدسة لتطهير سوريا من الإرهاب.
لا حرسٌ ولا خطوط، لا مارينزٌ ولا تركٌ ولا حتى عاداً وثمودَ إن عادوا.
فكلُ حروبِنا مُقدسة ما لم تزل على خُطى الوحدةِ والطُهرِ والتطهيرِ ضد سياسةِ العُهرِ والتقسيم والتكفير.