"الحداثوية" وما بعدها منتوج فوقي لخدمة سيطرة المال وخداع الشعب

14.12.2019

نهر الثقافة و المعرفة غزير دفاق لا ينضب وبالتالي التجدد عنوان كبير يجب أن يروي و يزهر لتسمو القيم الإنسانية الحضارية وتشرق شمس دائمة الحرارة لتصيب بمنتجاتها البيئة الجمعية العالمية ومهما حاولنا حصر المواضع المستهدفة سنكون عاجزين عن الإحاطة . والمنطقي أن تكون هذه النخب محرك العيش والارتقاء به لتأخذ الحيز الزماني والمكاني .

يشهد التاريخ  أدوارا كانت هذه النخب قاطرة التجدد والموائمة للسير نحو عالم أكثر عدالة وأكثر تحررا من قيود ذاتية وموضوعية .

ولكن التحولات العالمية والتغيرات المترافقة جعلت أغلب هذه النخب تجلس على تيجان عاجية لتضخ رفاهية و فوقية عكس الحاجات الإنسانية و المجتمعية ولتنضوي في موقع المستسلم العاجز الراضي بظهور ورقي رملي آني غير قادر على مواجهة الحقائق وبعيد عن مطالب الإنسانية عامة و مجتمعاته وخصوصياتها.

الحداثوية وما بعدها منتوج فوقي لخدمة سيطرة المال و لخداعنا بجديد يخدم مصالهم و يقوض تنميتنا ولنقل الصراع التاريخي لأماكن مخرجاتها تدميرية ولن يكتب لها النجاح.

ولتنسى هذه النخب مكانة المثقف العضوي القارىء لمجتمعه بنيويا و الكاشف لامراضه عبر تشخيص دقيق وليعطي العلاج تماشيا مع حاجة الشعب والبلد و ضرورة الصراعات التي حرفت البصر عن القضايا الحقيقية..ما همي ان امتع بصري بآلاف اللوحات وان اشغل احاسيسي بآلاف الروايات و القصائد و آلاف التحليلات الثقافية و الاقتصادية وهي غريبة و تجعلني أشعر بالإغتراب عن همي وهم محيطي .وما الفائدة من فنون ونخب تبث الرفاهية في الدماء والجوع و نقصان الكرامة والكبرياء.ما فائدة كل هذا و اللحظات تاريخية و التجميع والحشد الوطني حاجة ضرورية .فلكل زمن ضرورياته.

التاج العاجي للنخب الممتلئة فكريا أو للمسؤول الطاووسي عبئاكبير وتضليل مدمر في زمن التحولات الوطنية.
ليس المهم ان أقول انا موجود بمخرجات قد تكون عواقبها تفتيتي او تدميري فقد يكون الصمت أسلم واقوم ولو انه يوضع بخانة الانتهازية ولكن صمت ساكن افضل من فعل تضليلي تدميري.
لا يضر ان اعترف بجهلي او عدم قدرتي عن التشخيص بديلا عن تشخيصات.
الإبداع ليس بتغيير الشكل ولا بالتمايز بالفكر وإنما بالمنتوج المتناغم مع وطنك و شعبك و الإنسانية.
مهما حاول البعض التمويه و الالتفاف وحرف الصراعات القضية الاقتصادية والاجتماعية هي الأساس ومهما حاول البعض حرف الصراع فالقضية الطبقية هي المعيار.
بالمشاكل الكبرى الحاجة للجهود الجمعية المجمعة هي الاهم  وبها يظهر الأبطال المبدعون.و تسقط العروش التاجية.
إن كنت مثقفا فهو ميزة ولكن ان تكون نخبويا وطنيا فهو تميز.
ومهما جرفت الامركة اوساخها فتبقى قضايا العدالة الإجتماعية والسيادة والإنتماء والمواطنة بوصلة.
الإختلاف بناء و التهميش والإقصاء غباء.
لنترك عاجيتنا و نتعمق بقضايا وجودنا عبر وطننا ومواطنا وننسى جروحنا و ننطلق كأطباء دارسين معالجين.