الغرب وأهدافه الحقيقية في سوريا.. عقوبات ضد موسكو لإنقاذها مدنيي حلب
بعد تحرير مناطق كبيرة في مدينة حلب السورية، وتمكن عشرات الآلاف من السكان المدنيين من مغادرة المدينة، جاءت ردود الفعل الغربية مناقضة للتوقعات، فبدلا من الترحيب بإنقاذ المديين وطرد الإرهابيين، سارعت واشنطن ولندن وبرلين وباريس لانتقاد روسيا وعملياتها في سوريا، والتهديد بفرض عقوبات ضد موسكو.
وتحدثت تصاريح وزارات الخارجية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، عن عقةبات ضد موسكو بسبب "خسائر هائلة" في صفوف المدنيين بحلب، جراء عملية الجيش السوري لاستعادة أحياء المدينة الخاضعة لسيطرة المسلحين، الأمر الذي دفع وزارة الدفاع الروسية لاستهجان موقف الغرب، الذي يلوح بفرض عقوبات جديدة ضد موسكو، ردا على تحرير أكثر من 80 ألف سوري كانوا عالقين في حلب كرهائن في أيدي الإرهابيين.
روسيا: تحرير المدنيين السوريين يناقض خطط الغرب
وقال اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني، "لسنوات على التوالي، بقي هؤلاء السوريون كدروع بشرية في حلب لحماية الإرهابيين من كافة الألوان. وكان الساسة الغربيون يزعمون أنهم يدافعون عن هؤلاء المدنيين. لكن اليوم اتضح أن تحرير ما يربو عن 80 ألفا من سكان حلب، لم يكن أبدا جزءا من خطط وزارات الخارجية البريطانية والفرنسية ولأمريكية والبندستاغ الألماني. ووصل الأمر إلى إطلاق دعوات لفرض عقوبات جديدة".
وأشار كوناشينكوف إلى أن عشرات آلاف الأطفال يسكنون في المناطق التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها، والتي تبلغ مساحتها نصف مساحة كافة الأحياء الخاضعة لسيطرة المسلحين في حلب. وأضاف أن العديد من المدنيين كانوا لفترة طويلة محرومين من مياه الشرب والطعام والمساعدات الطبية، وهم حصلوا على ذلك كله في المراكز الإنسانية التي نشرتها روسيا في حلب.
باريس تطالب بإجتماع طارئ لمجلس الأمن
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، قد دعا اليوم الثلاثاء، لاجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الأوضاع في حلب.
وقال أيرولت " أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة بشكل طارئ لوضع حد لإنهاء الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ".
البرلمان الألماني يحث على عقوبات ضد روسيا
ومن جانبه، طالب البرلمان الألماني الحكومة وقيادة الاتحاد الأوروبي بتشديد العقوبات على روسيا و"مد جسر جوي إلى حلب" على خلفية تقدم الجيش السوري المدعوم من موسكو هناك.
وذكرت مجلة Spiegel الألمانية أن أصحاب مبادرة تشديد العقوبات على روسيا وفي مقدمتهم نوربيرت روتغين رئيس لجنة العلاقات الدولية في البرلمان الألماني، يسوّغون مطلبهم هذا بأن التقارير الواردة من حلب "تشير إلى حتمية استيلاء قوات الحكومة السورية على المدينة"، حيث تستمر بالتقدم في "المناطق الخاضعة للثوار" مستفيدة من الغطاء الجوي الروسي.
وأشارت المجلة الألمانية إلى أن من أعدوا العريضة ذكّروا الحكومة الألمانية بـ"الأنباء التي تتوالى يوميا من حلب وتؤكد سقوط القتلى ووقوع الإصابات بين المدنيين وتعرض المدارس والمستشفيات للقصف هناك".
وفي توضيح مطلبهم، أشار البرلمانيون الألمان إلى أنه ورغم بطء أثر العقوبات على روسيا، لكنها ستحمل القيادة الروسية على "حساب تبعات ممارساتها"، وانهالوا بالانتقادات على القيادة الألمانية وقيادة الاتحاد الأوروبي على استمرار "الصمت عمّا يحدث".
كما وأصدرت وزارة الخارجية الألمانية الاثنين 28 نوفمبر/ تشرين الثاني بيانا طالبت فيه بهدنة إنسانية في حلب. واعتبرت الوزارة في بيانها أن المعارك الأخيرة في شرق حلب "واستيلاء قوات النظام وداعميه على مناطق واسعة هناك تجعل سكان حلب يقفون أمام عدو مطلق".
وزعمت في بيانها أن "آلاف السكان في هذه المناطق يحاولون على وقع المعارك النجاة بأرواحهم والفرار إلى الأحياء المجاورة وأن الأيام الماضية شهدت مقتل وإصابة المئات دون أن تتوفر لهم أدنى فرصة للحصول على المساعدات الطبية والإسعافات".
بريطانيا تدعو لمواصلة الضغط على موسكو
ومن جانبها، دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى مواصلة الضغط على روسيا فيما يخص الملف السوري، نظرا لـ"تعزز ثقة موسكو بالنفس".
وقالت ماي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرتها البولندية بياتا شيدلو، الاثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني: "علينا أن نحتفظ بالضغط على روسيا نظرا لتعزز ثقتها بالنفس".
وهذه هي المرة الأولى التي يقترح فيها قادة الإتحاد الأوروبي فكرة فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الملف السوري، لتضاف إلى العقوبات المفروضة على خلفية الأزمة الأوكرانية.
ومن الجدير بالذكر أنه من وجهة نظر القاون الدولي، ليس هناك أي مبرر أو أرضية، للحديث عن عقوبات بحق روسيا، نظرا لكون القوات الجوية الفضائية الروسية تجري عملتيها لمحاربة الإرهاب في سوريا بموافقة حكومة البلاد الشرعية.