الفخ الأمريكي لإيران في سوريا
تحت العنوان أعلاه، كتب ألكسندر سيتنيكوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول تجلي الضعف الذي يعانيه الجيش الإيراني، من خلال الخسائر التي تكبدها في سوريا، ما يشجع واشنطن على ضرب إيران.
وجاء في المقال: في الـ 27 من أبريل، قال رئيس القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال كينيث ماكنزي: "ستنشر الولايات المتحدة الموارد اللازمة لمواجهة أي أعمال خطيرة تقوم بها إيران. ناهيكم بأن البحرية الأمريكية مُنحت الصلاحيات اللازمة لاحتجاز السفن التي تنتهك نظام العقوبات.
وكما يبدو، فقد كانت هناك تناقضات جدية داخل طهران نفسها حول سياسة الرد على إملاءات الولايات المتحدة. فالواقعيون يرون أن الحرب مع أمريكا انتحار؛ فيما الحرس الثوري الإيراني مستعد لمحاربة العدو، كونه المستفيد الأول من صادرات النفط الإيرانية واللاعب الرئيس في الاقتصاد الوطني.
من ناحية أخرى، ليس هناك في واشنطن أو الشرق الأوسط من يأمل في أن يستسلم الإيرانيون لخسارة مصدر دخلهم الرئيس. ولذلك، تضع الولايات المتحدة الخطط المناسبة، وبالدرجة الأولى، الحربي منها. ومن المثير للفضول أن خيار القوة اكتسب شكلاً واقعياً بعد هزيمة داعش. ولا ريب في أن المخابرات العسكرية الأمريكية حللت بعناية قدرات الجيش الإيراني، بناءً على الحملة السورية.
ومنه، فحتى بالعين المجردة، يمكن رؤية الثغرات التي تعاني القوات المسلحة الإيرانية. فبالحكم على الخسائر الفادحة في سوريا، يتضح أن جيش طهران ليس على مستوى التحديات الحالية. وقد وصل المحلل العسكري في صحيفة الشرق الأوسط، حميد زمردي، إلى استنتاج، مفاده أن التجربة السورية، مثال مدرسي على سوء التخطيط (الإيراني) والقيادة غير الاحترافية. وأشار إلى عدم التنسيق بين الوحدات، والتخفي الشديد السوء وعدم القدرة على استخدام الطائرات الهجومية لدعم مشاة الدفاع أو الهجوم، كما يتضح من الخسائر الفادحة في صفوف الضباط.
ومن اللافت للنظر أيضا أن عمليات سلاح الجو الإسرائيلي قيّدت عمليا نشاط إيران بمحاذاة مرتفعات الجولان، على الرغم مما يقال عن إنجازات المجمع الصناعي العسكري الإيراني. بمعنى آخر، فإن الحرس الثوري الإيراني بشكل خاص والجيش الإيراني ككل "خصم مثالي" للآلة العسكرية الأمريكية.
وهكذا، فبدرجة ما، كان الوجود العسكري الإيراني في سوريا لمصلحة الأمريكيين. ففي حين أن العملية الناجحة والعالية التقنية للجيش الروسي في سوريا عززت موقع موسكو الدولي بل وقلصت من ضغط العقوبات، فإن قتال الحرس الثوري الإيراني كشف عن مشاكل خطيرة في القدرة القتالية للإيرانيين.