الضريبة على المشروبات الكحولية في أمريكا تضر بالفقراء
هناك سببان ممكنان لفرض ضريبة على الكحول. الأول هو أن الحكومة يجب أن تحصل على مقابل ما، وأن هذا المشروب يمكن أن يخضع للضريبة أكثر من المواد الغذائية والملابس. والثاني هو أن شرب الكحول هو أمر سيء بالنسبة لنا، وينبغي أن يكون مكلفاً لتقليل الكمية التي نشتريها. سأتجاهل الحالة الأولى، وسأتعامل مع الحالة الثانية.
ليس من شأن الحكومة أن تخبرنا كيف نعيش. علينا جميعاً أن نعرف أن شرب الكثير من الكحول أمر سيء بالنسبة لنا. ولكن الأجدر أن تكون هناك قوانين ضد السُكر والاضطراب في الأماكن العامة، وفرض عقوبات أكبر على المجرمين الذين يسببون الأذى عند سكرهم. لكنه اعتقاد غير مقبول أنه يمكن نشر الوعي بين الحمقى، أو أن يردع المجرمون، من خلال معاملتنا جميعاً مثل الأطفال. ينبغي أن نترك للعيش كما يحلو لنا، وسأذكر عدة أسباب.
أولاً، سيؤذي فرض الأسعار المرتفعة الفقراء بشكل أساسي. وإذا كان الإفراط في شرب الخمر أمر سيء، فإن شربه باعتدال أمر جيد، قد يساعدك على التخلص من الإجهاد. فهل مضاعفة السعر عشرة أضعاف سيمنع الأغنياء من اقتناء نفس الكميات التي اعتادوا عليها؟ على الاغلب لا. ولكن هذا سوف يمنع الفقراء من ذلك. لدى الفقراء حقوق أيضاً. لكن أين الأخلاق في القوانين التي تؤذي الفقراء فقط؟
ثانياً، لا يمكن تطبيق الأسعار المرتفعة عملياً. ويمكن لأي شخص أن يصنع النبيذ والبيرة. انها تحتاج فقط السكر والألياف النباتية والخميرة. إذا كان الناس لا يصنعون الكحول بأنفسهم، فذلك لأن الأسعار الحالية أقل عبئاً من الوقت والجهد اللازم لعملية تحضير المشروبات الكحولية. وسيدفع رفع الأسعار بالفقراء لصنع مشروبهم بيدهم.
ثالثاً، إذا كان صنع النبيذ والبيرة في المنزل غير ضار، فإن التقطير ليس كذلك. ينتج التقطير عدة أنواع من الكحول، واحد منها فقط آمن. وإن معرفة النوع غير الضار أمر يحتاج إلى عناية. لذلك من الممكن أن يبدأ الفقراء بتسميم أنفسهم.
رابعاً، طالما أنهم لا يصنعون مشروباتهم الخاصة، فإن الفقراء سيشترون مشروبات مصنوعة بطريقة غير مشروعة من قِبل آخرين، أو مستوردة بطريقة غير مشروعة. هذا سوف يدعم نمو المؤامرات الإجرامية التي لم تكن موجودة. فالتعايش مع الجريمة المنظمة هو دائما أسوأ من مجتمع يشرب الكحول.
باختصار، ينظر المدافعون عن ارتفاع أسعار المشروبات فقط إلى الفوائد التي لا يحق لهم المطالبة بها، وفرصة ضئيلة لتحقيقها وإذا تحقق ذلك، فستفوقها التكاليف. ينبغي ترك الناس للشرب كما يحلو لهم من أجل الصالح العام.