البنتاغون: سلوك البحرية الإيرانية «غير مهني»!
عندما تسلّم ترامب منصبه في البيت الأبيض أطلق سلسلة من التصريحات التي تهدّد إيران بالويل والثبور وعظائم الأمور، بل أكثر من ذلك أنّ أركان إدارته الذين يجمع بينهم العداء لإيران، حذروا طهران بأنها ستجد من إدارة ترامب ردّاً غير مألوف في حال حدوث أيّ احتكاك بين القوات الأميركية والقوات الإيرانية، وأنّ إدارة ترامب تختلف عن إدارة أوباما.
لكن من الواضح أنه من الناحية العملية لم يكن هناك أيّ اختلاف بين سلوك إدارة ترامب وإدارة أوباما إزاء إيران. وحتى العقوبات التي فرضها ترامب على إيران على خلفية برنامج إيران الصاروخي كان هناك اعتراف من البيت الأبيض أنها وضعت في عهد إدارة أوباما.
تراجع ترامب عن وعوده الانتخابية بأنه سيعمد إلى إعادة التفاوض حول ملف إيران النووي، وإذا لم توافق إيران على التفاوض فإنّ الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق. كان واضحاً، فعندما وصل ترامب إلى البيت الأبيض تراجع عن هذه الوعود ووافق على بقاء الاتفاق، بل أكثر من ذلك بات يطالب بالتمسك بتنفيذه حرفياً، بل أكثر من ذلك أقنع نتنياهو بأنّ مطلب إلغاء الاتفاق أو انسحاب الولايات المتحدة منه مطلب غير واقعي، وجلّ ما يمكن العمل من أجله مراقبة عملية التنفيذ.
وعود أركان إدارة ترامب أنهم سيردّون بحزم غير مسبوق على أيّ حادث يقع بين القوات الإيرانية والقوات الأميركية هي الأخرى وعود لم يجر الالتزام بها، فقد ذكرت وسائل الإعلام نقلاً عن مصدر عسكري أميركي أنّ القوات البحرية الإيرانية اقتربت من سفينة أميركية وأرغمتها على تغيير مسارها، وكان من المفروض بناءً على تهديدات أركان إدارة ترامب أن تكون هذه الحادثة اختباراً لهذه التهديدات وردّة فعل إدارة ترامب، وما إذا كانت فعلاً مختلفة عن سلوك إدارة أوباما، الذي حصل فعلياً هو أنّ البنتاغون أصدر بياناً علق فيه على الحادثة واصفاً سلوك البحرية الإيرانية بأنه سلوك «غير مهني».
بديهي أنّ هذا الردّ ليس هو ما توعّدت به إدارة ترامب إيران، ويمكن القول إنّ هذا الردّ لا يختلف عن ردود إدارة أوباما على أحداث مماثلة، وهذا يعني أنّ كلّ ما توعّد به ترامب وأركان إدارته إيران هو مجرّد كلام، لأنّ واشنطن تدرك بأنّ تصعيد المواجهة مع إيران هو عمل مكلف للجميع.