لعبة صينية ذكية في سوق النفط العالمي
كتبت آنّا كوروليوفا على موقع "إكسبرت أونلاين" الروسي بشأن لعبة صينية ذكية في سوق النفط، تجعل الشاري يفرض شروطه على البائع.
تعتزم أكبر الشركات في الصين تعزيز مواقعها في السوق من خلال دمج الموارد، والقيام بعمليات شراء مشتركة للنفط.
فقد قررت شركات نفطية صينية القيام بعمليات شراء مشتركة في سوق الهيدروكربونات. حيث أن الصناعيين الصينيين يطورون الآن خطة مشتركة من شأنها أن تسهل مشاركتهم في شراء النفط في السوق الفورية وتقوية موقفهم من خلال تعزيز الموارد. وسوف تشمل آلية الشراء هذه النفط من روسيا.
ويرى كبير محللين، مارك غويهمان، أن خطة شركات النفط في الصين، نوع من "التحذير الصيني الأخير" للسوق. فلقد تغير الوضع بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وانخفض الطلب على "الذهب الأسود" بشكل ملحوظ، ومن الواضح أن ذلك سيستمر فترة طويلة. في مثل هذه الظروف، يجري التحول، بشكل كبير، من "سوق البائعين" إلى "سوق المشترين". وقد بات بإمكان كبار المستهلكين الاستفادة من ذلك.
في علم الاقتصاد، مفهوم "الاحتكار" معروف. وهذا "احتكار عكسي"، بحسب غويهمان. من يتحكم بالسعر، في ظله، ليس المورّد إنما المشتري الكبير. وفي حين أن الاحتكار يتيح تحديد أسعار العرض ورفعها، فإن الاحتكار في هذه الحالة يملي شروطه ويخفض الأسعار. هذا هو الوضع الذي تسعى بكين إلى خلقه من خلال مشتريات منسقة على نطاق واسع. وفقا لمبدأ "بالجملة، أرخص".
ويرى المحلل أن هذه الحالة، بالنسبة لروسيا، بوصفها منتجة ومصدرة للمواد الخام، غير مواتية على العموم. فهي يمكن أن تعني ضغطا إضافيا على الأسعار ويمكن أن تخفضها بمقدار 2-3 دولار للبرميل. وقد يؤدي ذلك إلى انخفاض نسبي في عائدات التصدير. أما من ناحية أخرى، فقد يكون في ذلك ميزة هي توفير في الخدمات اللوجستية، فمن الأسهل من الناحية التنظيمية توصيل السلعة إلى مستلم واحد كبير مما إلى العديد من المستهلكين.