كيف تحاول الولايات المتحدة استمالة الهند؟
كتب فلاديمير سكوسيريف، في "نيزافيسيمايا غازيتا" لروسية عن محاولات واشنطن إبعاد روسيا عن سوق السلاح الهندية، وضم دلهي إلى حلف ضد الصين.
وجاء في المقال: يصل وزير الخارجية الأمريكي، مايكل بومبيو، يصل إلى الهند، عشية الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في أوساكا، بهدف محاولة إقناع دلهي بالانضمام إلى ترويكا "أمريكية-يابانية-أسترالية" لمواجهة الصين. كما يسعى عميد الدبلوماسية الأمريكية إلى جعل أمريكا المصدر الأول للسلاح إلى الهند، وإبعاد روسيا.
في الصدد، قال الأستاذ في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، سيرغي لونوف، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا": "المحادثات حول تحالف الهند مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا تجري منذ فترة طويلة. فقد اقترح محللون سياسيون أمريكيون "محورا أمريكيا- يابانيا- هنديا"، ثم ضموا أستراليا إليه. جاء ذلك ردا على مبادرة موسكو إنشاء ترويكا روسية- هندية- صينية. واليابان، تعمل بنشاط كبير لمصلحة التصور الأمريكي. فيما صرحت الهند بأنها ستكون سعيدة بالتعاون في إطار الرباعية (المطروحة)، لكن لن تكون هناك أي علاقات من نمط تحالف عسكري هناك. أي أن العلاقات العسكرية ستتطور، لكن لن تتحول إلى تكتل".
ووفقا لـ لونوف، فإن الهند لن تحيد عن المصالح الوطنية الأساسية: الحفاظ على الاستقلال ومتابعة سياسة التوازن والمناورة، وعدم الانضمام إلى أي تكتلات عسكرية.
لكن زمن الحرب الباردة عندما كانت الهند والولايات المتحدة تنظران إلى بعضهما البعض بعين الريبة، مضى. فاليوم، أصبحت أمريكا أحد أكبر موردي الأسلحة إلى الهند. على مدى السنوات العشر الماضية، تجاوزت قيمة الواردات 15 مليار دولار.
أما الآن فتدور معركة جديدة حول السوق الهندية. تخطط الهند لشراء منظومة إس-400 من روسيا. وقد يؤدي ذلك إلى فرض عقوبات أمريكية على الهند بموجب قانونCAATSA ، الذي يحظر أي تعاون مع قطاع الدفاع في روسيا.
وتأمل الهند في أن تستثنيها الولايات المتحدة من ذلك فلا تفرض عليها عقوبات. لكن نائبة مساعد وزير الخارجية الأمريكية لجنوب آسيا، أليس ويلز، قالت إنه لن تكون هناك استثناءات. فماذا ستفعل دلهي تحت هذا الضغط؟ يقول لونيف إن الهند لن تقدم تنازلات للأمريكيين في هذا الشأن.