اكتشافات سنودن: هل تم إشراك إسرائيل في اغتيال خاشقجي؟

13.11.2018

يبدو أن الأخبار حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول تنتشر بشكل كبير عبر وسائل الإعلام العالمية والشبكات الاجتماعية. على الرغم من أن الصدى الإعلامي لم يتحول إلى صدى سياسي، كما حدث في "قضية سكريبال" الأكثر غموضاً بكثير.

كانت ردة فعل أوروبا مصدر للقلق، لكنها لم تفرض حظراً على الأسلحة ضد الرياض. تركيا أيضاً لم تفرض إجراءات صارمة، رغم أنها تملك كل الأوراق في متناول يدها، فالشرطة التركية تعرف بدقة تفاصيل ما حدث. دونالد ترامب لا يشكل خطراً أيضاً. دول الخليج، وجامعة الدول العربية، والولايات المتحدة وإسرائيل التزمت الصمت أيضاً.

هناك كل التفاصيل الجديدة عن جريمة القتل. فقد كشف أحدهم من قبل المخبر الشهير إدوارد سنودن، وهو محلل سابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي، وتحدث عن الطريقة التي استغلت بها واشنطن أنجيلا ميركل وقادة العالم الآخرين.

تحدث سنودن في 7 تشرين الأول، من خلال فيديو إلى الجمهور الإسرائيلي، وتطرق إلى موضوع اغتيال خاشقجي.

ووفقا له، فقد استخدمت الاستخبارات السعودية برنامج تجسس "بيغاسوس" التابع لإسرائيل. تم تنزيله على هاتف صديق خاشقجي، المدعو عمر عبد العزيز، الذي يعيش في كندا. وهكذا عرفت المخابرات السعودية الخاصة بكل خطوة قام بها الصحفي.

هل يعني استخدام البرمجيات الإسرائيلية مصلحة إسرائيل في قتل خاشقجي؟ من جهة، كان هذا الصحفي أحد أقطاب الإخوان المسلمين، الذين تكرههم تل أبيب، والذين صدموا بنيامين نتنياهو عندما وصلوا إلى السلطة في مصر المجاورة في 2012-2013. ومع ذلك، فإن "القتل القذر" لخاشقجي هو قنبلة موقوتة ضد أولئك الذين قد انتقدهم سابقاً: وهم ولي العهد محمد بن سلمان والملك سلمان. والذين تحافظ معهم إسرائيل على علاقة عظيمة.

على الرغم من تصريح إدوارد سنودن حول المسؤولية المباشرة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لا يمكن للمرء أن يصدق أن تل أبيب كانت غير حكيمة لدرجة أن تهدد العلاقات الثنائية مع الرياض. في النهاية، قد تشكل بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية مؤخراً، تحالف موالي، لا يمكن تدميره من قبل تل أبيب. عبّر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مراراً وتكراراً عن رأيه بأن إسرائيل حليف للرياض ضد إيران. وكان في المقابل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الإماراتي خليفة بن زايد آل نهيان، كوسيط مع الإدارة الأمريكية.

قد يكون "الاستثناء" الوحيد هو رئيس فلسطين، محمود عباس، الذي طلب مراراً وتكراراً المساعدة من السعوديين. على الرغم من أن هذا قد يثير غضب القيادة الإسرائيلية، إلا أنه لم يكن سبباً لفضح الرياض بقتل صحفي معارض.

كانت "سلبيات" من مثل هذه الفضيحة أكثر بالنسبة إلى تل أبيب منها للنظام الملكي السعودي. فأزال الملك سلمان نتيجة لمقتل خاشقجي نائب رئيس المخابرات العامة، أحمد العسيري، من منصبه الذي كان مفوضاً خاصاً لحل القضايا الحساسة التي تنشأ بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

لذا إذا استخدم المتخصصون السعوديون برمجيات إسرائيلية، فهذا يعود لتحالف تل أبيب مع الرياض فقط.