خسارة لواشنطن وانتصار عالمي لإيران
كتبت ماريانا بيلينكايا وايلينا تشيرنينكو، في صحيفة "كوميرسانت" الروسية بشأن عجز واشنطن عن حشد الدعم اللازم لإطلاق آلية استعادة العقوبات ضد إيران، لكنها قد تقدم على إجراء خطير.
خسرت الولايات المتحدة معركة استعادة العقوبات ضد إيران. فقد رفضت إندونيسيا، التي تترأس مجلس الأمن الدولي، اتخاذ أي خطوات إجرائية بناء على الطلب الأمريكي، بسبب غياب التوافق بين أعضاء مجلس الأمن. ويتحدث الدبلوماسيون الروس عن أهمية انتصار المجتمع الدولي.
لكن رفض أعضاء مجلس الأمن أو رئيسه الحالي إطلاق آلية استعادة العقوبات، بناء على طلب الولايات المتحدة، لا يعني أن مؤيدي الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني حققوا النصر النهائي. فلدى واشنطن المزيد من الخيارات. على سبيل المثال، يمكن للولايات المتحدة، إما بنفسها أو من خلال إحدى الدول الأعضاء في المجلس، أن تقدم إلى مجلس الأمن مشروع قرار ينص على أن الاتفاق النووي الإيراني لا يزال ساريا. ثم تتخذ خطوة غير مسبوقة باستخدام حق النقض ضد مشروع القرار الذي طرحته.
من شأن ذلك أن يحول الإجراء إلى مهزلة مطلقة، لكنه يتيح للجانب الأمريكي تحقيق هدفه، أي دفن خطة العمل الشاملة المشتركة.
أو ينتظر الأمريكيون 30 يوما من لحظة تقديمهم طلب إطلاق آلية إعادة العقوبات، ثم يعلنون ببساطة أن العقوبات باتت سارية المفعول، بصرف النظر عما يقوله الآخرون. نتيجة لذلك، قد تنشأ حالة عبثية. سيؤكد المجتمع الدولي عدم وجود عقوبات من قبل الأمم المتحدة ضد إيران، لكن الولايات المتحدة ستعاقب أي جهة تجرؤ على انتهاك هذه العقوبات "غير الموجودة". على سبيل المثال، تقرر روسيا أو الصين تزويد إيران بأسلحة معينة أو سلع أخرى كانت خاضعة للعقوبات في السابق، فتقوم الولايات المتحدة بإدراج الشركات الروسية والصينية ذات الصلة في القائمة السوداء، ما قد يعقّد عملها بشكل كبير. في مثل هذه الحالة، لن يكون لدى روسيا والصين ببساطة مكان للدفاع عن حقهما.
بالإضافة إلى العواقب السلبية على إيران وشركائها، فإن هذا الوضع محفوف بفقدان مجلس الأمن الدولي مكانته كمنظمة رئيسية لتسوية النزاعات الدولية.
حققت روسيا ومن يفكر مثلها انتصارا تكتيكيا، منع الولايات المتحدة من تنفيذ خطتها على عجل. لكن على المدى الطويل، لن يكون هناك، على الأرجح، رابحون في هذه المعركة. الجميع، خاسرون.