خاص كاتيخون: تعرف بالتفاصيل على كل شي يتعلق بإنتخابات الرئاسة الفرنسية

23.04.2017

يتوجه الشعب الفرنسي، اليوم الأحد 23 أبريل/نيسان، إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في فعاليات الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

ويتم وصف تلك الانتخابات بأنها المنافسة السياسية الأكثر شراسة في تاريخ فرنسا منذ عقود، والتي تحاكي الانتخابات الأمريكية، على حد قول خبراء عديدين، كما أنه تشهد اتهامات متبادلة قوية بين كثير من المنافسين.

ونقدم لكم في التقرير التالي مجموعة من أبرز الأمور التي ينبغي عليك معرفتها قبل متابعة أنباء الانتخابات الفرنسية وعمليات الاقتراع ونتائجه:

عملية الاقتراع

تجرى عملية التصويت على جولتين، الأولى اليوم 23 أبريل/نيسان، وفي حالة عدم حصول أي من المرشحين على أغلبية مطلقة أكثر من 50% من الأصوات المشاركة في عملية التصويت، يتم اللجوء إلى جولة إعادة ثانية بين أكثر مرشحين في عدد الأصوات.

ومن المقرر أن تجرى جولة الإعادة يوم 7 مايو/أيار المقبل، وتشير كافة استطلاعات الرأي إلى أن أي من المرشحين المشاركين لن يتمكن من الحصول على الأغلبية المطلقة، لذلك فإن الوصول إلى جولة الإعادة قد يكون هو أقرب التوقعات.

ومن أبرز المنافسين في الإنتخابات هم:

مارين لوبان

هي زعيمة الجبهة الوطنية اليمينة المتطرفة، وأحد أبرز المرشحين للوصول إلى جولة الإعادة.

ارتكزت حملة مارين لوبان، الانتخابية على الدعوة للخروج من منطقة اليورو، وتنظيم استفتاء شعبي، حال فوزها بالرئاسة، لخروج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبي، علاوة على أنها تبنت خططا لخفض الهجرة، ورفع استحقاقات الرعاية الاجتماعية.

وقالت شبكة "أيه بي سي" الأمريكية إن هناك أوجه عديدة للشبه بين حملتي لوبان والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق وجهات نظرهم في التجارة الحرة، وتجاه حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وبشأن قضايا حساسة مثل الهجرة.

أما بالنسبة لنشأة لوبان، فهي نشأت في عائلة متمرسة في الساحة السياسية الفرنسية منذ عقود، فوالدها، جان ماري لوبان، أحد أبرز قيادات الجبهة الوطنية حتى عام 2011، وترشح للرئاسة 5 مرات.

وامتلك والد لوبان سمعة سيئة في تصريحاته، التي وصفت بأنها معادية للسامية، ولكن مارين لوبان، سعت لإعادة صياغة خطاب الجبهة الوطنية، ليصبح قوة سياسية خطيرة في المعادلة الفرنسية.

إيمانويل ماكرون

هو مرشح مستقل، وأصغر المرشحين سنا، حيث يبلغ عمر ماكرون 39 عاما فقط، وعمل وزيرا للاقتصاد مع الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، قبل أن يستقيل العام الماضي، ليبدأ حملته الانتخابية وتأسيس حزبه "إن مارش".

ويوصف ماكرون بأنه "لا يساري ولا يميني"، وبنى حملته الانتخابية على فكرة "تحويل النظام السياسي الفرنسي من سيطرة مجموعات المصالح الكبرى".

ويحظى ماكرون بدعم جهات عديدة في الآونة الأخيرة، خاصة بعد انهيار حظوظ فيون، وبالأخص، بعدما بنى حملته الانتخابية على فكرة تنشيط الاقتصاد الفرنسي، وتشجيع السياسات المؤيدة للأعمال التجارية والليبرالية الاجتماعية، وهو ما منحه نداء وسطيا يفتقر إليه المرشحون الآخرون.

ولكن توجه له انتقادات عديدة بأنه عبارة عن "مبعوث سياسي"، ويسعى لاتخاذ تدابير غير شعبية، لن تفيد المواطن الفرنسي على المدى القريب أو البعيد.

جان لوك ميلانشون
هو سياسي يساري وشيوعي مخضرم، وازدادت شعبيته بصورة كبيرة في الأونة الأخيرة، بعدما قدم أداء مميزا في المناظرات الانتخابية.

زعيم الجبهة اليسارية الفرنسية المدعومة من الحزب الشيوعي الفرنسي واليسار ككل.

وقالت شبكة "أيه بي سي" الأمريكية إن جان لوك ميلانشون جذب إليه فئة الناخبين الأصغر سنا، الذين أطلق العديد منهم حملات شعبية لدعمه، والتي كان أبرزها ظهوره في مؤتمرين في آن واحد أحدهما بصور ثلاثية الأبعاد، علاوة على إطلاق لعبة إلكترونية لدعمه، والتي ظهر فيها وهو يجوب شوارع فرنسا يهز الأغنياء ويحصل منهم على المال ليوزعه على الفقراء.

فرانسوا فيون

مرشح حزب المحافظين اليميني، وكان أبرز المرشحين للفوز بالرئاسة قبل أشهر فقط، خاصة وأنه كان يشغل منصب رئيس الوزراء الفرنسي، وتمكن من الحصول على ترشيح حزب المحافظين باكتساح متفوقا على أسماء مخضرمة مثل الرئيس السابق، نيكولاي ساركوزي.

ولكن ظهور فضيحة الفساد المرتبطة بزوجته، غيرت ملامح حظوظه بالكامل، خاصة بعد الكشف والتحقيق في حصول زوجته البريطانية المولد، على وظائف وهمية في البرلمان بدعم منه، واستخدامه الأموال العامة في غير موضعها، وهو ما أخضعه وزوجته لتحقيقات قضائية.

ورغم أن فيون دفع ببراءته، واتهم الكثيرون بأنها اتهامات ملفقة للإضرار بسمعته في الانتخابات، إلا أن حظوظه بدأت تتلاشى في إمكانية حصوله على نسب تصويت مرتفعة في الجولة الأولى، وهو ما دفع حزب المحافظين لمناقشة إمكانية الدفع بمرشح بديل، ولكن الوقت لم يكن كافيا لتنفيذ الأمر.

أبرز القضايا المطروحة  خلال الحملة الإنتخابية

طرحت في الحملات الانتخابية قضايا عديدة، ولعل أبرزها هي مشكلة الأمن، بعد الهجمات الإرهابية التي استبقت الانتخابات في الأيام الأخيرة.

وفتحت مشكلة الأمن باب الحديث عن قضية بقاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي، وإمكانية إعادة النظر في اتفاقية "الشنغن" وإعادة ترسيم الحدود الفرنسية مع جيرانها في أوروبا.

وتعد قضية مكانة فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي الشغل الشاغل لمعظم الحملات الانتخابية، ما بين الآراء المتطرفة التي تطالب بضرورة خروج فرنسا من الاتحاد ومنطقة اليورو إلى إعادة فرنسا إلى وضعها المميز في الاتحاد، خاصة وأن الكثير من المرشحين تحدث عن أن الاتحاد يميز الاقتصاد الألماني على نظيره الفرنسي.

كما فتحت أزمة الأمن قضية أخرى شائكة، وهي قضية "اللاجئين"، والتي يطالب أكثر من مرشح بضرورة تقييد إجراءات الدخول، بل ووصل الأمر إلى المطالبة بطرد كافة اللاجئين من قبل اليمين المتطرف الذي تتزعمه، مارين لوبان.

البطالة، هي أيضا قضية رئيسية للمرشحين، والتي وصلت حاليا إلى 10% وهو واحد من أعلى المعدلات في الاتحاد الأوروبي.

من سيفوز ويصبح رئيس فرنسا؟

تشير معظم التوقعات إلى إجراء جولة إعادة، ولكن أبرز استطلاعات الرأي تشير إلى احتمالية وصول مارين لوبان وإيمانويل ماكرون لتلك الجولة.

ولكن التوقعات لا تغفل فرص فيون وميلينشون في الوصول لجولة الإعادة بجانب لوبان، التي تتصدر الاستطلاعات حتى الآن.

وتلك التوقعات تشير إلى أنه في حال وصول ماكرون إلى جولة الإعادة، فإنه سيحقق انتصارا كاسحا على لوبان، ولكن التوقعات تتقارب بصورة كبيرة في حال وصول فيون أو ميلانشون إلى جولة الإعادة بجانب لوبان.