جسر العولمة وزيادة عدد المهاجرين
وفقاً للأمم المتحدة، أكثر من ربع مليار شخص (258 مليون) هم اليوم مهاجرون ولا يعيشون في البلد الذي ولدوا فيه. وزاد عددهم بنسبة 49% منذ عام 2000.
وتُعتبر الأسباب الرئيسية للهجرة في الوقت الحاضر هي الحروب والصعوبات الاقتصادية. وينتقل معظم المهاجرين من البلدان الفقيرة التي تقع غالباً بالقرب من خط الاستواء إلى ما يسمى "الشمال الغني".
وإذا نظرنا إلى المشكلة عن كثب، فيمكننا أن نستنتج: أن الغرب هو من أثار مشكلة الهجرة، وأن الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي أطلقوا العنان لمعظم الصراعات المسلحة في العالم، وأدت السياسات الاقتصادية لهذه البلدان إلى زيادة مشكلة الفقر وخاصة في المناطق التي احتلتها سابقاً.
تخدم عمليات الهجرة مصالح رأس المال العالمي في المقام الأول، الذي يعمل على بناء حكومة عالمية. وسيلاحظ الناس بغض النظر عن جذورهم وجود تشكيلات حضارية جديدة.
يُستعاض عن السكان المحليين بالزوار تدريجياً، حيث أن السكان الأغنياء والمتعلمين في الولايات المتحدة يتعرضون إلى الضغط من قبل الأفارقة والآسيويين الأقل تطلباً. حيث تُعد هذه العمالة أرخص، ولا تتطلب حقوقاً خاصة وتتم إدارتها بسهولة.
خلافاً للولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، تقبل روسيا المهاجرين من المناطق القريبة منها حضارياً. فلا يُعتبر مواطنو مولدوفا وأوكرانيا وطاجاكستان وقيرغيزستان وغيرها من بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، غرباء عن مواطني روسيا. فعلى سبيل المثال يكون التفاهم بين شعب روسيا وشعب قيرغيزستان سهلاً جداً على عكس التفاهم بين شعبي السويد والصومال. ويوجد نقطة هامة أخرى وهي سياسة الهجرة التي تتبعها القيادة الروسية، فعلى عكس الدول الأوروبية، لا تدفع روسيا للمهاجرين بدلاً كبيراً، ولا توفر السكن والتأمين الطبي. وليستطيع المهاجر البقاء على قيد الحياة في موسكو وسان بطرسبرغ أو المدن الكبيرة الأخرى، يجب عليه العمل بجد، كما يجب عليه تعلم اللغة، واكتساب العدد من الخصائص الثقافية وما إلى ذلك.
ويجب على أية حال أن نتذكر دائماً أن الهجرة هي سلاح خصومنا الاستراتيجي، ونحن بحاجة إلى معرفة كيفية التعامل مع هذا التهديد وكيفية الاستفادة منه.