حزب الله: تحول من استراتيجيات الدفاع لخطط الهجوم
في خطوات هي ليست بجديدة أو خفية على أحد بل تتجدد بين الحين والآخر بذرائع مختلفة وترغيبات مبطّنة بالتنازل عن الموقف والتفريط بانجازات كان لمحور المقاومة النصيب الأكبر في تحقيقها وجني ثمارها على مدار أعوام كانَ عنوانها بقاء الدولة السّورية في وجه رياح الحرب العاتية عليها، تتجه الأنظار الأمريكية اليوم إلى لبنان وخصوصاً إلى " حزب الله"، وللإشارة لا يمكن أن نَصف اتجاهها في الوقت الآني الحالي لا. فالأنظار مُتجهة منذ إثبات حزب الله ليس قدرته فقط على حماية نفسه والوقوف لجانب حلفاءه بل قدرته أيضاً على حماية لبنان و رسم قواعد اشتباك كما يُريد.. و فرضه هواجس ردع و رعب ضد الأداة الأمريكية في المنطقة "إسرائيل" نفسياً ، عسكرياً ، سياسياً، عبر مراحل تطور قدراته وزيادة عتاده و عتيده.
وظهرت تلك الأنظار وطرق تحقيقها .. عبر عدّة مراحل :
• أوّلها : التظاهرات في لبنان التي خرجت تشكي معاناتها المعيشية الناتجة عن الفساد الضارب في جذور مؤسساتها و التي غيّرَ فيها المتظاهرون من مطالب معيشية لمطالب سياسية يتقدّمها المناداة بالتخلي عن سلاح حزب الله وهذا كلّه لا يغيب عن وعي المُتابع لما جرى و يجري بأنّ هذا التغيّر سببه تحريّك قوى سياسية للمتظاهرين لدرجة وصولها إلى شتم رموز سياسية و علمانية لبنانية و إظهارها على الإعلام.
• ثانيها : والذي برز للساحة من فترة قصيرة.. تصعيدات سفيرة أمريكا في لبنان "دورثي شيا"
وتمهيدها لتلك التصعيدات التي يريدها الأمريكي ومن خلفه الإسرائيلي، وأوضحها حدثاً منذ البداية ما قالته أثناء المصادقة على تعيينها سفيرة في لبنان : [ إلى أن يتبنى قادة لبنان السياسيون الحاجة لإصلاح حقيقي ودائم، لن تنجح أي حكومة. لكن إذا تبنى القادة التغيير، فنحن على استعداد للعمل مع الحكومة والشعب لإعادة بناء اقتصاد لبنان] هذا حرفيّاً.
• الاستنتاج : تقصد بـ الإصلاح الحقيقي والدائم ، زيادة حشود المطالبين بنزع سلاح المقاومة.
و قطع أوصاله في الدولة ومنعه من المشاركة في الحكومة.
تبني التغيير ، و التغيير الذي تقصده هو تبديل المواقف العدائية من لبنان اتجاه إسرائيل لإجبار حزب الله على ترك سلاحه.
وبناء اقتصاد لبنان أيّ ترك الكرة بملعب صندوق النقد الدوليّ ذو التوصيات الظاهرة بالرحمة الباطنة بالعذاب .
هذا كلّه و بمجمله و بخططه و بتطلعاته .. جوابه واحد وعلى من يريد معرفة الجواب أن يعود لخطاب سماحة السّيّد حسن نصر الله في 16 حزيران، و الذي وُصِفَ بـ "فصل الخطاب" لاغياً و قاطعاً الطريق على من يحلم بنزع السلاح .. رافضاً معادلة الجوع مقابل السلاح.
حيثُ قال :" و يلّي بدو يحطنا بين خيارين يا منقتلك بالسلاح يا منقتلك بالجوع .. أقول له : سيبقى سلاحنا في أيدينا و لن نجوع و نحن سنقتلك.. نحن سنقتلك.. نحن سنقتلك.. فهل أدركَ عدو الداخل و الخارج ما معنى هذا الكلام ؟
وهل أدركوا موعد هذا الكلام ؟
والأهم هل أدركوا أن صادق الوعد عندما يعد دون تكرار.. يُنفذ، فكيف عندما يكرر ما وعدَ به!
عليهم الإجابة على كل هذه الاسئلة و من ثم إدراك إجاباتهم والتفكّر بها جيداً ومن ثم التفكير بالردّ على مطالبهم..
ولأنَّ : 1 المقاومة اليوم أقوى بألف مرة مما كانت عليه.
2 المقاومة اليوم ليست لوحدها في الخندق بل يوجد لجانبها بيئتها الحاضنة العالية الروحية وفصائل ودول
3 المقاومة قطعت أشواطاً كبيرة في الحرب النفسية والإعلامية والمعنوية.
4 المقاومة باتت تمتلك صواريخ دقيقة.
5 جمهور المقاومة ليسَ محصوراً ضمن حدود لبنان بل أضحى منتشراً في كل العالم وسيكون مُتئهباً وجاهزاً ورهنُ الإشارة.
6 المقاومة ببثها فيديو هزت أركان النخب بجملة " لـقــد أُنـجـزَ الأمـر " فكيفَ..؟ أيها المتشدقون الخونة المتربصون المرعوبون المهزمون تطالبون بنزع السلاح ؟ من يطالب بالنزع هو حتماً فاقد للشرف والكرامة لأن سلاح المقاومة ضامن لهذا الشرف ومن ضيّعه ضيّع شرفه و مبادئه.
نحن كجمهور مقاومة كلّنا ثقة أن التخلي عن السلاح هو عندما تظهر الشمس من مغربها شاءَ من شاء وأبى من أبى .