حلفاء إيران مستعدون...سيناريو جبهات الحرب المحتملة ضد أمريكا وحلفائها

19.05.2019

في وقت تتبادل فيه الولايات المتحدة الأمريكية وإيران التهديدات وازدياد الوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج من خلال إرسال السفن والطائرات التي بدورها تزيد من التوتر القائم بين البلدين.

استعددات أمريكا العسكرية وتوجه قواتها البحرية والجوية إلى المنطقة الخليجية المجاورة لإيران يعزز التوتر بين البلدين، وهذا الأمر دفع أيضا القيادة العسكرية الإيرانية إلى الاستقطاب والتهيئة داخليا وخارجيا.

فعلى المستوى الداخلي، برز الخطاب السياسي الإيراني في الفترة الأخيرة نحو التماسك والتضامن بين جميع أفراد المجتمع لردع أي عدوان قادم في المستقبل القريب، بالإضافة إلى تعزيز الدفاعات العسكرية الإيرانية وإبقاء الجيش الإيراني على مستوى عال من الاستعداد تحسبا لأي هجوم أمريكي محتمل.

أما خارجيا، جاءت تحركات مسؤولين إيرانيين وأبرزهم زيارة قائد ​فيلق القدس​ في الحرس الثوري الإيراني، ​قاسم سليماني​، إلى العراق كإشارة واضحة لتحضير وقائي إيراني لمواجهة أي عدوان أمريكي عليها.

وهذا ما كشفت عنه صحيفة "الغارديان" البريطانية بتقريرها أن زيارة سليماني جاءت بناء على المستجدات في المنطقة واللقاء الكبير ضم كل حلفاء إيران في المنطقة وأبرزهم الحشد الشعبي ومسؤولين عسكريين من دول أخرى، حيث عمم خلاله قائد فيلق القدس أن كل التنظيمات الحليفة لإيران ستكون مضطرة لدخول الحرب والمواجهة في حال نشبت الحرب مع الولايات المتحدة.

الحشد الشعبي في العراق

يتمتع الحشد الشعبي العراقي بولاء كبير في العراق ويعتبر قوة رئيسية في البلاد لها امتداد على كل الأراضي العراقية، حيث نجح التنظيم العراقي من هزيمة "داعش" الإرهابي في أنحاء مختلفة من البلاد وهذا ساهم بتعزيز سيطرته ونفوذه في المدن العراقية.

وفي حال نشبت الحرب ستكون إيران قادرة الاعتماد على الحشد الشعبي لضرب الولايات المتحدة وكل ما يتعلق بها في العراق، منها المقرات الدبلوماسية الأمريكية والقواعد الأمريكية المنتشرة فيه والتي تحتوي على عدد غير قليل من القوات التي ستصبح هدفا لها.

ومن جهتها تقدر القيادة الأمريكية حجم الضربة وبدأت تتخذ اجراءات وقائية للحد من الخسائر المستقبلية في حال تحركت القوات الحليفة لإيران. وكان أبرزها إجلاء موظفين من بغداد وإربيل ورفع حالة التأهب في القواعد العسكرية المتواجدة في العراق.

كما كانت لزيارة بومبيو إلى العراق الأخيرة إشارة واضحة لمستوى القلق الأمريكي من حلفاء إيران قاصدا الحشد الشعبي من دون أن يسميه.

حزب الله في لبنان

يعتبر "حزب الله" اللبناني من حلفاء طهران الرئيسيين حيث يتلقى الدعم المالي واللوجستي والعسكري منها منذ السنوات الأولى لظهوره على الساحة اللبنانية واستطاع من خلال المواجهة مع إسرائيل وتحرير الجنوب اللبناني والدخول في الحرب السورية كقوة لدعم القوات الحكومية السورية لمحاربة الجماعات الإرهابية، أن يلعب دورا بارزا وهذا كله جعل منه قوة لا يستهان بها في المنطقة حتى أن البعض اعتبره قوة إقليمية قادرة على تغيير الموازين في المنطقة من خلال مواجهتها لإسرائيل.

حلفاء إيران في لبنان جاهزون وظهر ذلك جليا من خلال مصادر مقربة من الحزب لـ "المركزية" التي كشفت بدورها أن الحزب سيهاجم مصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة إذا تم الاعتداء على إيران.

ويمتلك الحزب ترسانة كبيرة من الأسلحة الصاروخية القادرة على ضرب أهداف إسرائيلية والتي لا شك ستولد ضغطا كبيرا على الولايات المتحدة التي تعتبر أمن إسرائيل من أمنها بالدرجة الأولى.

حماس والجهاد الإسلامي في غزة

تعدّ حركة الجهاد الإسلامي وحماس من أكثر المقربين لإيران، كما تتميز العلاقة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هذا الأمر يعزز من تنوع أدوات الضغط الإيراني من خلال فتح جبهة أخرى على حليف أمريكا في المنطقة من خلال ضرب أهداف إسرائيلية من الداخل الإسرائيلي ما سيولد ضغوطا كبيرة على إسرائيل ومنها على الولايات المتحدة.

"أنصار الله" في اليمن

عامل ضغط أخر قد يستغله الإيرانيون في حربهم، تهديد السعودية من خلال الحوثيين فقد بينت الأحداث الأخيرة من خلال الهجوم على محطتي ضخ النفط السعودية وأنباء عن الأحداث في ميناء الفجيرة الإماراتية أن الدول الخليجية لن تكون بمأمن ولن تعيش الهدوء والسكون الذي عايشته خلال الحروب المجاورة التي حدثت في العراق والكويت.

واستطاع الحوثيون البروز كقوة كبيرة وبارزة في الحرب اليمينية والتي وصلت ضرباتها إلى قلب العاصمة السعودية الرياض، هذا ما يجعل السعودية تحت ضربات الحوثيين حلفاء إيران في المنطقة وبالتالي عامل ضغط جديد في يد إيران لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

حسين سمور - وكالة سبوتنيك الروسية