هل هو انتقام إيراني ثلاثي... ثلاثة أحداث "مجهولة الفاعل" قبل نهاية يناير

29.01.2020

شهدت المنطقة ثلاثة أحداث، تدور حولها الكثير من علامات الاستفهام، بعد العملية التي اغتالت من خلالها أمريكا قائد فيلق القدس السابق، اللواء قاسم سليماني، في بداية هذا الشهر.

لم يكد شهر يناير/ كانون الثاني، أن ينتهي، حتى تداولت وسائل الإعلام قبل ساعات خبر احتراق ناقة نفط أمام سواحل الإمارات، بحسب "رويترز" الأمر الذي حشدت لأجله سفن التحالف قواتها في الخليج منذ أسابيع، ليسجل على أنه الحدث الثالث الغريب قبل نهاية هذا الشهر، الذي دفع مسؤولي البحرية البريطانية إلى إطلاق تحذير بضرورة "توخي الحذر الشديد".

مقتل مخطط عملية اغتيال سليماني
الحدث الثاني الذي أعلنته "طالبان" كان في أفغانستان، حيث سقطت طائرة أمريكية في 27 من الشهر الجاري، واحترقت بالكامل، واشتبكت القوات الأفغانية مع حركة طالبان أثناء توجهها إلى مكان الاحتراق.

وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" باحتمال أن يكون الحطام لطائرة من طراز "بومباردييه "إي-11آ" التي تستخدمها الولايات المتحدة للاستخبارات الإلكترونية في أفغانستان.
وكان قد اتهم وزير الدفاع الأمريكي، مايك بومبيو، في السابع من الشهر الجاري، إيران بعلاقتها مع "طالبان".

لتعلن إيران، عن طريق وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، بعد يوم على الحادثة، مقتل رجل الاستخبارات الأمريكي مايكل داندريا (62 عاما) الملقب بـ"آية الله مايك"، مؤكدة أن طهران تتهمه بأنه هو من خطط لعملية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في العراق.

فيما نشرت شبكة "سي إن إن" خبرا، اليوم الأربعاء، يشير إلى "تحفظ البنتاغون عن الإعلان عن أسماء الضحايا، مراعاة لمشاعر ذويهم!"
وأشارت الوكالة إلى أن التحقيقات مستمرة وأنه "من المرجح أن سبب السقوط هو عطل فني" لتحمل السلطالت الأفغانية القليل من العبئ عن كاهل القوات الأمريكية، وتعلن بشكل رسمي أن "سبب سقوط الطائرة هو عطل فني" متجاهلة الاشتباكات التي حصلت مع حركة "طالبان" قبل وصولها إلى مكان الحطام.

50 حالة ارتجاج في الدماغ لدى الجنود الأمريكيين
وفي سياق متصل، أعلنت "سي إن إن" اليوم أيضا، ونقلا عن وزارة الدفاع الأمريكية، بأن حوالي 50 جنديا أمريكيا يعانون من حالة "ارتجاج في الدماغ" على أثر الصواريخ الإيرانية التي استهدفت قواعد أمريكية في العراق، انتقاما لاغتيال سليماني، باستهداف سيارته بجانب مطار بغداد الدولي.

وقال المتحدث باسم البنتاغون توماس كامبل، في بيان، مساء أمس الثلاثاء، إنه "اعتبارا من اليوم، تم تشخيص 50 من أعضاء الخدمة العسكرية الأمريكية بإصابات في الدماغ"، مشيرا إلى أن الأعراض تشمل الإصابات الارتجاجية والصداع والدوار والحساسية تجاه الضوء والغثيان".
في إعلان هو الثالث، حول الإصابات التي تلقتها القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد العراقية، بالرغم من "الرسالة" التي أبلغتها إيران قبل الضربة، حول موعدها، عن طريق السلطات العراقية، والتي جنبت وقوع إصابات مباشرة، والتي اعتبرها الكثيرون حركة مقصودة، لكن الصدمة الارتجاجية التي خلفها انفجار الصواريخ والتي وصل أثرها إلى ملاجئ الجنود، كانت ربما، تحمل بين "أمواجها" رسالة ما، وردا إيرانيا أول وصريح.

في الختام، وتعقيبا على خبر البارجة النفطية المحترقة اليوم أمام سواحل الإمارات، لا يمكن التكهن بشكل عاجل، حول أسباب الحادث، والتي يمكن أن تكون مجرد حريق عارض، لكن يمكن أن تحمل وجهان أيضا، ربما تكون استفزازا أمريكا لاتهام إيران، أو رسالة إيرانية إلى أساطيل العالم المتمركزة في مضيق هرمز.