غارات وصواريخ واستنفار... المواجهة بين الجيش الأمريكي والمقاومة العراقية تحتدم
قصف الطيران الأمريكي، مساء يوم الأحد 29 ديسمبر / كانون الأول، مواقع للحشد الشعبي وحزب الله العراقي في محافظة القائم على الحدود العراقية السورية، فيما تم استهداف قاعدة أمريكية في العراق بأربع صواريخ.
واستهدف القصف الذي نفذّته طائرات أميركية، اللواءين 45 و46 في الحشد الشعبي عند الحدود العراقية السورية، كما استهدف أيضاً أحد مواقع الإسناد العسكري التابعة لكتائب حزب الله العراق.
معلومات الميادين تحدثت عن استشهاد أبو علي الخزعلي آمر الفوج الأول في اللواء 45 من جراء العدوان الأميركي، في وقتٍ أعلنت فيه قيادة العمليات المشتركة في العراق عن استشهاد 30 مقاتلاً أحدهم معاون آمر اللواء وإصابة 70 مقاتلاً من منتسبي اللواء.
مراسل الميادين كشف أن العدوان الأميركي نفذ بطائرات "إف 16" وليس عبر طائرة مسيّرة، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو من أعطى الضوء الأخضر لقواته لتنفيذ العدوان على مقار الحشد.
وأضاف أن الهدف من هذا العدوان هو الضغط على إيران والفصائل التي تدعمه، وهو يأتي في اطار الضغط عليها من أجل دفعها للجلوس على طاولة المفاوضات.
كتائب حزب الله في العراق اعتبرت في بيانٍ لها أن "غربان الشر الأميركية نفذت عدواناً مبيّتاً استهدف ابناءنا المدافعين عن الحدود الغربية.
ورأت أنه "بعد هذه الجريمة النكراء تدعو قيادة كتائب حزب الله القوات العسكرية والأمنية والقواعد الشعبية والوطنية الاستعداد لصفحة جديدة من صفحات العزة والإباء لطرد العدو الأميركي الغاشم من أرضنا المقدسة".
وأضافت أن "معركتنا اليوم مع أميركا ومرتزقتها باتت مفتوحة على كل الاحتمالات، فلا خيار لنا اليوم سوى المواجهة وليس ثمة حسابات ستمنعنا من الرد على الجريمة".
وختم بالقول "نحن في حالة استنفار وانعقاد مستمر لبحث آلية الرد المناسب على الجريمة الأميركية".
القائد العسكري لكتائب حزب الله أبو احمد البصري قال إن "قواتنا جاهزة لدك قواعد الاحتلال الأميركي وسحق رؤوسهم العفنة...بانتظار الأوامر".
من جهته، أكد المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي أن الرد على العدوان الأميركي الذي استهدف مواقع للمقاومة العراقية على الحدود السورية العراقية، سيأتي من أبناء الشعب العراقي، مشدداً على أن هذا العدوان استهانة بجميع أبناء الشعب العراقي الذي لا يمكن أن يقبل هذه المهانة وهذا المساس بسيادته.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية استهدافها مواقع لكتائب حزب الله العراق، وقالت إن ذلك جاء "رداً على هجمات كتائب حزب الله المتكررة على القواعد العراقية التي تستضيف قوات التحالف الأميركي".
وأضافت في بيان لها، أن "القوات الأميركية شنت ضربات دفاعية دقيقة ضد 5 منشآت تابعة للكتائب في العراق وسوريا"، معتبرة أن هذه الهجمات "ستؤدي إلى إضعاف قدرة الكتائب على تنفيذ هجمات مستقبلية ضد قوات التحالف".
وأشار بيان الدفاع الأميركية إلى أن "الأهداف الـ5 شملت 3 مواقع للكتائب في العراق، و2 في سوريا"، لافتاً إلى أن هذه المواقع "هي مواقع لتخزين الأسلحة والقيادة والسيطرة التي تستخدمها الكتائب للتخطيط وتنفيذ الهجمات على قوات التحالف".
وتقول البناء اللبنانية: "شكل التصعيد الأميركي في العراق، وفي سورية ضمناً، بداية مرحلة جديدة لن يكون من السهل تخطّي تداعياتها، حيث تتقابل للمرة الأولى قوى المقاومة في المنطقة مع القوات الأميركية المنتشرة في كل من العراق وسورية، حيث تحظى في العراق بتغطية الحكومة العراقية، وتفتقد لمثلها في سورية، وجاءت الغارات الأميركية على قواعد تابعة للحشد الشعبي العراقي في مناطق حدودية بين سورية والعراق إعلان نهاية مرحلة كان الأميركيون يتصرفون فيها وفق قاعدتين: الأولى عدم التورط في مواجهة يدركون أنها ليست لمصلحتهم، بعدما قال قادتهم العسكريون مراراً إن التورّط في أي مواجهة سيعني بداية فقدان الغطاء الحكومي للتمركز في العراق، كما سيعني في العراق وسورية الحاجة للاستعداد لحرب طويلة ومكلفة تجنّبوا خوضها عندما كانت الجماعات المؤيّدة لهم قادرة على الإفادة منها لتغيير وقائع الميدان، سواء في مواجهات الجنوب ومنطقة الغوطة في سورية، أو خلال إعلان قادة كردستان العراق انفصالهم، ويشكل التورط فيها اليوم كلفة أعلى ورهانات أقل بكثير لتحقيق أي مكاسب. وتعني هذه المواجهات عملياً جعل عنوان المواجهة مع الأميركيين كاحتلال أجنبي يطغى على ما عداه في العراق وسورية، ويقدّم كل مناوئ لقوى المقاومة كعميل للاحتلال، ويحجب الضوء عن كل ما كان موضع رهان أميركي لتحجيم قوى المقاومة في العراق وحتى في لبنان، ويبدو التصعيد ضمناً إعلان فشل الرهان على هذا التحجيم وسعياً لترسيم توازنات تنتجها المواجهة، التي لا يريد الأميركيون لها التحول إلى حرب، وتتيح مقايضة الانسحاب لاحقاً بتفاهمات تتصل بمصالح أشد حيوية، بعد أن تنتزع المواجهة الإحراج عن أي انسحاب يسببه الطلب الإسرائيلي بمقايضة مكاسب لأمن كيان الاحتلال بأي قرار انسحاب أميركي مفترض".
بدوره هنأ رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الولايات المتحدة على الغارة التي نفذتها، أمس الأحد، ضد مواقع الحشد الشعبي في العراق وسوريا.
وقال الناطق باسم مكتب نتنياهو، أوفير غندلمان، "تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وهنأه على العملية الهامة التي قامت بها الولايات المتحدة ضد إيران ووكلائها في المنطقة".