في الشهر الرابع لظهوره... سوريا تواصل بمفردها كسر هجوم كورونا بنجاح
تواصل سوريا كسر هجوم فيروس كورونا المستجد محافظة على كبح انتشاره بالتزامن مع ظهور عشرات النتائج يوميا كلها سلبية (خالية من الإصابة) بينما بلغ عدد الحالات المسلجة في البلاد 19 حالة توفيت منها حالتان وشفيت 4، ليبقى العدد المسجل لتاريخ كتابة هذا المقال 13 حالة فقط وبذلك بعد 4 أشهر من ظهور الفيروس، بالتوازي مع استمرار عمل القطاع الإنتاجي الزراعي والصناعي السوري لرفد السوق المحلية.
ومنذ بداية الانتشارالعالمي للفيروس منذ شهرين واختراقه الدول الأوروبية والآسيوية والولايات المتحدة، بدأت سوريا بإجراءات الوقاية والحجر والتعقيم بالرغم من الإمكانيات المحدودة في ظل حصار غربي أمريكي خانق على سوريا، وواصلت إنتاجها الزراعي والصناعي لتلبية السوق، وبالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة (قبل كورونا) التي فرضتها بعض العوامل ومنها هذا الحصار، انتقلت الدولة السورية إلى درجات قاسية من الحجر والحظر لمنع انتشار الفيروس.
يرى البعض أن ضعف حركة المطارات السورية قبل انتشار الفيروس بسبب الحصار ساهم بعدم نقل الفيروس إلى سوريا، فيما يعتقد آخرون بصحة بعض الدراسات التي نشرتها مواقع إعلامية حول أن البلدان التي استخدمت لقاح السل لمواطنيها فيها نسب إصابات أقل بفيروس كورونا نظرا لما قالت عنه هذه الدراسات (غير المؤكدة) أن لقاح السل يقوي مناعة الجسم ضد عدد من الفيروسات، إلا أنه لا شيء علمي مثبت حتى هذه اللحظة سوى الأرقام التي أوردتها هذه الدراسات عن نسبة الإصابات في البلدان التي استخدمت اللقاح وتلك التي لم تستخدمه.
إجراءات الحظر والحجر التي فرضتها الدولة السورية والتي لم تشمل القطاع الإنتاجي الزراعي والصناعي نظرا لأهميته وضرورة استمراره بالعمل، سببت توقفا لكثير من الحركة الاقتصادية وانخفاضا كبيرا في مداخيل ومردود عدد كبير من الأسر السورية، بالمقابل انطلقت مبادرات خيرية شعبية كثيرة في مختلف المحافظات، منها مبادرات لجهات خاصة ومنها مبادرات فردية تم توزيع عشرات أو مئات الملايين سواء كسلل غذائية أو مبالغ مالية للعديد من الأسر التي تضررت من الحجر المنزلي.
القوة والحيوية السورية لم تتوقف عند الإجراءات الحكومية والمبادرات الخيرية التي سندت ولو قليلا، بل أطلقت فعاليات أخرى مثل قيام اتحاد غرف الصناعة مشروع بصناعة جهاز تنفس محلي متطور وأصبح الآن في مرحلته الأخيرة وسيتم تسليمه الأسبوع المقبل لوزارة الصحة من أجل اختباره والإعلان عن نجاحه واستخدامه، نظرا لأن وباء كورونا يهاجم الجهاز التنفسي وسبب نقص أجهزة التنفس في العديد من البلدان مثل إيطاليا وإسبانيا حدوث حالات وفاة مرتفعة.
نعم الأسعار ارتفعت نتيجة ارتفاع الطلب وعدم وجود عرض مناسب للطلب، وفقد الكثيرين بشكل مؤقت مواردهم، ولكن قد تكون هذه الصعوبات المؤقتة أفضل من ترك الأمور أمام خطورة انتشار المرض وتهديده المجتمع السوري الذي يعاني من صعوبات كبيرة في القطاع الطبي نظرا للحصار "الديمقراطي الإنساني الجائر" على دواء وغذاء الشعب السوري، الذي يعتبر حقيقة جريمة، كبرى بحق السوريين.
بدورها قامت الدولة السورية بتجهيز عدد من المشافي والمراكز الطبية والخدمية تحسبا لأي حالات انتشار للوباء، وأغلقت الحدود الجوية والبرية، وبدأ السوريون يتعاونون للإخبار عن أي حالة دخول غير شرعي إلى البلاد من معابر التهريب، وبدورها السلطات تعمل على وضع كل الداخلين بطريقة غير شرعية تحت الحجر لمدة 14 يوم وفحصهم،
ثلاثة أشهر ونصف، الإصابات المسلجة حاليا 13، أسعار الخضار انخفضت قليلا مع توقعات بانخفاضها في الأيام القادمة، وفي المقلب الآخر سببت إجراءات الحظر والحجر في دول العالم خسائر بمليارات الدولات وخسارة الملايين لأعمالهم وانهيارات اقتصادية ومالية في الكثير من المؤسسات الدولية الكبرى.
كما انتصرت سوريا على الإرهاب، وتقاوم الحصار بزراعاتها وصناعاتها وأبناءها، تتجه سوريا إلى هزيمة كورونا.