دمشق تتحدى واشنطن وأنقرة: بعد استعادة إدلب وعفرين... سنتوجه إلى منبج وشرق الفرات
أكدت دمشق أن الجيش السوري سيستعيد شرق الفرات ومنبج التي تتواجد فيها قوات أمريكية وفصائل كردية بعد استعادة إدلب وأرياف حلب الشمالية.
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن الفصل الأخير من الحرب السورية يشمل تحرير إدلب وأرياف حلب الشمالية الشرقية وصولاً إلى منبج وشرق الفرات، مشيراً إلى أن بلاده لم تعد محور النقاش الأممي وهذا مؤشر على أن دولاً عديدة أيقنت أن سوريا ستكتب الفصل الأخير في مكافحة الإرهاب.
وبالرغم من التواجد العسكري الأمريكي في منيج وشرق الفرات، والدعم الأمريكي للقوات الكردية، إلا أن دمشق تريد استعادة هذه المناطق في تحدي واضح للإرادة الأمريكية، ويشار إلى أن أمريكا وتركيا اتفقتا على تسيير دوريات مشتركة في منطقة منبج.
وإذ اعتبر المعلم أن هدف العدوان الأخير على اللاذقية إطالة الأزمة كي تتمكن إسرائيل من هضم انتصار الجيش السوري وحلفائه في تحرير أكثر من 90% من الأراضي السورية، أكّد المعلم أن الأمور تسير نحو الأفضل فيما يرتبط بحماية الأجواء السورية من العدوان الإسرائيلي وغيره.
واعتبر في مقابلة خاصة مع الميادين أن "إسرائيل" اعتادت على العربدة في سماء المنطقة وسوريا، لكن وسائط الدفاع الجوي السوري كانت تتصدى لها في كل مرة.
وعن تزويد موسكو دمشق بصواريخ "أس 300"، قال المعلم إنه وفق تأكيدات وزارة الدفاع الروسية التي نثق بها فإن سماء سوريا ستكون محمية بصواريخ "أس 300"، مشيراً إلى أن صواريخ "أس 400" هي طموح لدى سوريا. وأشار إلى أن العلاقة الروسية - الإسرائيلية تقررها القيادة الروسية أما العلاقة الروسية السورية التي تهمنا فهي بأفضل حالاتها.
المعلم أكّد أن الصواريخ الإيرانية في البوكمال تأتي في إطار مكافحة الإرهاب، مجدداً التأكيد على أن التعاون بين طهران ودمشق شرعي ينسجم مع السيادة الوطنية، واعتبر أن وجود مستشارين إيرانيين في سوريا شرعي وبطلب من الحكومة السورية، مضيفاً أن العمليات التي تقوم بها إيران في إطار مكافحة إرهاب داعش مشروعة، مؤكّداً أنه يجب أن يصفق العالم للضربة الإيرانية التي أصابت داعش.
واعتبر الوزير السوري أن مكان تواجد القوات الصديقة والحليفة لسوريا ومدى قربها أو بعدها عن الحدود في الجنوب قرار بيد سوريا لا غيرها، مؤكّداً أن تركيا قادرة على تنفيذ اتفاق سوتشي لأنها تعرف بالاسم كل إرهابي في إدلب وكلهم يخضعون لتعليمات المخابرات التركية، مرجحاً أن تقوم تركيا بتنفيذ التزاماتها.
المعلم أوضح للميادين أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طمأننا أن الأمور تسير وفق ما نص عليه اتفاق سوتشي، كاشفاً أن الأمين العام للأمم المتحدة أكّد له أن دور الحكومة السورية مركزي في تشكيل اللجنة الدستورية من دون أيّ تدخل خارجي.
وأضاف أن الوجود الأميركي في التنف غير شرعي والمحادثات الروسية الأميركية تنصب على إدخال المساعدات الإنسانية وتفكيك القاعدة الأميركية، معتبراً أنه لم يعد من جدوى عسكرية للقاعدة الأميركية في التنف بعد إبادة الجيش السوري فلول داعش في الجنوب.
وأكّد المعلم أنه عندما تنسحب تركيا من الأراضي السورية فإن تطبيع العلاقات معها يصبح من ضرورات المستقبل. وعن العلاقات العراقية السورية أشار إلى أن التنسيق بين سوريا والعراق تنسيق تام لأننا نواجه عدواً مشتركاً هو داعش، معتبراً أن الأولوية في استثمار الغاز والنفط في سوريا للدول الصديقة.
المعلم اعتبر أن ما يجري في اليمن يجب أن يوقظ الضمائر العربية وأن يدفع لحل سياسي يعطي لكل طرف حقوقه، مطالباً من يطلق فكرة التحالف مع "إسرائيل" العودة للتاريخ والاعتبار من محطات سقوط الاحلاف معها.
وعن إعمار سوريا، أشار المعلم أن على الذين يريدون المشاركة في اعمار سوريا عدم تسييس الموضوع أو وضع شروط مسبقة، مؤكّداً أن لا مكان لمن تآمر على سوريا في عملية إعادة إعمارها، مضيفاً أن عدم ترك ترامب أموالاً للدول التي يبتزها لن يعرقل عملية إعادة إعمار سوريا.
الوزير السوري رحب بعودة كل السوريين مع ضمانات بالأمن والوضع المعيشي والمشاركة في إعادة الإعمار، مؤكّداً لا يوجد في سوريا مرحلة انتقالية أو حل بشروط وإملاءات من دول أخرى بل هو حل سوري سوري.
وعن علاقة سوريا بإيران اعتبر المعلم أن العلاقة ليست موضع مساومة ومن يريد العودة إلى سوريا يجب ألا يضع شروطاً مسبقة، مضيفاً أنه آن الأوان لمن تآمر على سوريا وطعنها أن يدرك أن أهدافه لم تتحقق.
وزير الخارجية السوري أكّد أن أميركا كانت تحارب في سوريا كل شيء إلا الإرهاب، معتبراً أن النصر على داعش تحقق بفضل جهودنا وجهود حلفائنا.
وإذ أشار إلى أن الولايات المتحدة حررت مسلحي داعش الذين حوصروا في الرقة ونقلتهم إلى ريف دير الزور، أكّد أن ضرب إيران جيب داعش عند الحدود السورية العراقية أمر مرحب به.
ولفت أن ليس كل المواطنين الكرد شرقي الفرات مع الولايات المتحدة، وهناك مجموعات وأحزاب كردية كبيرة ترغب بالانضمام إلى الدولة السورية لكنها لا تملك القوة العسكرية التي بناها الكرد مع واشنطن، مؤكّداً أن الولايات المتحدة "لا تستطيع الاستمرار بحماية التوجه لدى إخواننا الكرد بشأن الانفصال وفرض أمر واقع على الأرض"، مشدداّ على أن الأكراد جزء من الوطن وعليهم الاستفادة من تجاربهم خلال القرن الماضي.
وقال المعلم إن الخطوة الأولى لتحرير إدلب تسليم المسلحين أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة في موعد أقصاه شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل، كاشفاَ أن المسلحون من سكان إدلب سيبقون فيها بعد تسوية أوضاعهم والدخول في المصالحات المحلية، والمسلحون من خارج إدلب سيعودون إلى مدنهم ومحافظاتهم. واعتبر أنه على المقاتلين الأجانب في إدلب من دون استثناء العودة إلى بلدانهم بالطريقة التي أتوا منها عبر تركيا.
وأشار إلى أن لقائه مع وزير الخارجية البحريني لقاء أخوي لم يتم الترتيب له مسبقاً وكان رغبة استجيب لها، موضحاً أنه لا يستطيع الإجابة عما دار في اللقاء وما إذا كان مقدمة لانفراجة في العلاقات السورية الخليجية.