إدلب: رسائل واشنطن الدموية

11.09.2018

يخطئ من يعتقد أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها، بما في ذلك حليفهم نظام حكم حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان، يكتفون حتى الآن في عرقلة تحرير إدلب وتقديم الدعم لإرهابيّيها من خلال التصريحات الكاذبة التي تدّعي أنّ المعركة سوف تتسبّب بمجزرةٍ كبرى وستقود إلى هجرة مئات الآلاف، وبالتالي تهديد الاستقرار الإقليمي والدولي، علماً أنّ مثل هذا التهويل رافق كلّ المعارك الكبرى التي خاضها الجيش السوري، سواء في أحياء حلب الشرقية، أو في البادية ودير الزور، أو في الغوطة الشرقية أو في منطقة الجنوب أخيراً.

إن ردّ فعل الولايات المتحدة تعدّى ذلك وبدأ بإرسال رسائل دموية، فالهجوم الوحشي والغادر على منطقة السويداء من قبل داعش كان بدعمٍ ومساندةٍ من القوات الأميركية المرابطة في منطقة التّنف. وحمل هذا الهجوم الوحشي الذي ذهب ضحيته العشرات من النساء والأطفال رسالةً دمويةً أميركيةً واضحةً مفادها أنه غير مسموح لكامل قوات الجيش السوري التي شاركت في تحرير المنطقة الجنوبية التوجه إلى إدلب، وبالتالي لا بدّ من إشغال جزء من هذه القوات في معارك أخرى لدفعها لتشتيت قواتها وعدم تركيزها كلها في منطقة إدلب.

رسالة دمويةٌ أخرى ووحشية، هي قيام عصابات مسلحة من ميليشيا الأشايس في القامشلي بالاعتداء على مجموعة من الجيش السوري كانت تقوم بدورية روتينية في المنطقة، وتوقيت هذا الاعتداء الوحشي والإجرامي الغادر لا يمكن فصله عن اقتراب موعد انطلاق معركة تحرير إدلب، وأيضاً هذا الاعتداء يحمل رسالةً أميركيةً دمويةً واضحة، تريد القول إنّ استعادة الدولة السورية لمحافظة إدلب ستقابلها سيطرة القوات الأميركية عبر عصاباتٍ مسلحة مرتبطة بها على كامل محافظة الحسكة، وإنهاء وجود الدولة السورية في هذه المحافظة.

هذا هو فحوى الرسائل الدموية الأميركية الأخيرة وليس لها أيّ معنىً آخر.