بيونغ يانغ تحمي نفسها وتهدد إسرائيل "بعقاب لا يرحم"
أثار كلام وزير الحرب في حكومة بنيامين نتنياهو عن كوريا وزعيمها رداً كورياً من العيار الثقيل تحدّث عن العقاب الذي لا يرحم، بينما تصاعدت ردود الأفعال على كلام ليبرمان بين كبار الوزراء في الحكومة الإسرائيلية الذين وصفوا كلام ليبرمان بالتحرّش المراهق بوكر دبابير يحتاج هدفاً بديلاً للتصادم بأقلّ المخاطرمع الأميركي.
وهددت بيونغ يانغ أول أمس السبت إسرائيل بما وصفته بـ"عقاب لا يرحم"، حسب بيان لوزارة الخارجية الكورية.
وقالت بيونغ يانغ: "الحديث يدور عن كلمات غير مسؤولة واتهامات تتناقض وقيم دولتنا. إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك أسلحة نووية بحماية من الولايات المتحدة"، وذلك تعليقا علي تصريحات ليبرمان.
وأضافت إن "إسرائيل دولة تشكل عائقاً في منطقة الشرق الأوسط، وتحتل مناطق عربية، وتنفذ جرائم ضد الإنسانية"، وتابعت قائلة "وجهة نظر كوريا الشمالية، دوماً تقوم على العدالة والسلام، لذلك موقفنا واضح تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، هو أن الفلسطينيين على حق في نضالهم لنيل حقوقهم في الأراضي المحتلة، وإقامة دولتهم الخاصة بهم"، حسبما ذكر موقع "هاف بوست عربي".
وكان ليبرمان قد وجه انتقادات لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، في مقابلة قبل أيام، ووصفه بأنه حليف للرئيس السوري بشار الأسد، ووصف قادة كوريا الشمالية وإيران وسوريا وحزب الله بـ"المتطرفين".
ويعود قلق المحللين الإسرائيليين من التهديد الكوري إلى عدة أسباب، الأول أنّ الموقفين العقائدي والسياسي للقيادة الكورية يجعلانها تصنّف «إسرائيل» عدواً، فكوريا تنطلق من توصيف عقائدي لـ«إسرائيل» ككيان استيطاني عنصري قائم على اغتصاب حق الشعب الفلسطيني بأرضه، وتتلاقى مع توصيف إيران لـ«إسرائيل» بالغدّة السرطانية المصطنعة الواجب اقتلاعها، ولو من منطلقات مختلفة غير دينية، وسياسياً تعتبر كوريا أنّ «إسرائيل» هي مخلب قطّ يحركه الأميركيون لحماية مصالحهم ويعتبرون «إسرائيل» ضمن شبكة الأهداف الأميركية المطلوب استهدافها في أيّ مواجهة مفترضة مع الأميركيين، بل تأتي قبل الأهداف العسكرية والنفطية الأميركية في الخليج ضمن بنك الأهداف الكوري.
والسبب الثاني هو التنبه لاحتمال رغبة كوريا بتفادي استهداف الولايات المتحدة الأميركية في أيّ جولة تصعيد عسكري قد تقع بين واشنطن وبيونغ يانغ، لأنها تريد أن تبقي الباب مفتوحاً للتفاوض، ولذلك قد تلجأ إلى أهداف أخرى ومنها إسرائل لتشكل ورقة ضغط قوية على الإدارة الأمريكية ولذلك قد نسمع في الأيام القادمة تصريحات دبلوماسية أمريكية بعيدة عن اي تصعيد مع كوريا بعد هذه التهديدات المباشرة.
وربما يكون قصف «إسرائيل» قد أصبح خارج الخطوط الحمراء لكلّ من بكين وموسكو، وبالتالي لا يسبّب لبيونغ يانغ أزمة مع حلفائها.
السبب الثالث، وفقاً للمحللين، هو أنّ تجارب كوريا لاشمالية السابقة أثبتت تمكّنها من إنتاج وتجربة صواريخ باليستية تحمل رؤوساً متفجّرة تقليدية وقابلة للتزوّد برؤوس نووية بمدى يبلغ البحر الأبيض المتوسط ويجعل «إسرائيل» ومنشآتها الحيوية في مطال اليد الكورية، وبمثل ما قد يتسبّب العجز الكوري عن بلوغ مرحلة القدرة على استهداف الأراضي الأميركية بدفع واشنطن لمزيد من الاستقواء قد يدفع أيّ استفزاز أميركي القيادة الكورية لاعتماد أقوى فرص الردّ المتاح، وهو استهداف «إسرائيل».
في الجوهر، يبدو أن بيونغ يانغ أدركت الأهمية الاستراتيجية لإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة، وجاءت الفرصة السانحة الآن لبيونغ يانغ لترفع سيف التهديد بضرب إسرائيل، وهذا بالتأكيد سيشكل درع حماية إضافي لكوريا الشمالية في وجه أمريكا.