بعد إيقاف الهجوم التركي على شرق الفرات... آلاف المسلحين إلى إدلب... والجيش السوري يبدأ بالحصاد
تسبب الخلاف الأمريكي التركي على ملف شرق الفرات الذي تسيطر عليه الوحدات الكردية إلى إيقاف العملية العسكرية التي كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن عنها وأرسل الجيش التركي إلى الحدود مع سوريا المتاخمة لشرق الفرات.
واكتفى الطرفان باتفاق تنسيق دوريات في منطقة أسموها "الآمنة"، وسربت بعض وسائل الإعلام أن الاتفاق ينص أن تنسحب الوحدات الكردية مسافة بعرض 20 كم على طول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا باستثناء القامشلي وعين عرب، بحيث تكون أول 5 كم من المنطقة الآمنة بتنسيق دوريات أمريكية تركية مشتركة، والباقي من المنطقة الآمنة ستكون دوريات أمريكية كردية، وبالتالي تم إيقاف العملية العسكرية التي أعلنت عنها تركيا.
بعد الاتفاق التركي الأمريكي، توجه آلاف المسلحين (حوالي 14 ألف مسلح) الذين حضرتهم تركيا لعملية شرق الفرات إلى إدلب لمواجهة الجيش السوري الذي يتقدم بشكل يومي في معارك إدلب وريف حماة الشمالي بدعم من سلاحي الجو والصواريخ.
وتمكن طيران الاستطلاع من كشف العديد من تحركات المسلحين القادمين، وأشعلت المقاتلات الحربية المواقع والمحاور بغارات مكثفة أدت لمقتل العديد من المسلحين وتحويل عرباتهم إلى خردة، فيما تقدم الجيش السوري أمس واليوم وسيطر على بلدات غرب خان شيخون كان آخرها بلدة عابدين شمال الهبيط، وأصبح على مشارف المدينة الاستراتيجية. وسط إعلان حالة النفير على صفحات المسلحين خوفا من سيطرة الجيش السوري المرتقبة على كفر سجنة وخان شيخون.
الغارات الجوية وصلت إلى أوتستراد سراقب والحوامات تقوم باستهداف المقرات والمستودعات ومراكز الإمداد لجبهة النصرة وحلفائها على كامل خط الطريق الدولي.
وأشار مراسل "سبوتنيك" إلى أن الوقائع الميدانية تشير إلى احتمال قيام الجيش السوري بتطويق مدينة خان شيخون، موضحا بأن الجهود الميدانية انصبت خلال اليومين الفائتين على تطهير الأطراف الغربية والشمالية الغربية للمدينة ما قد يدلل على عدم رغبة الجيش في تعريض المدينة لصبيب ناري جراء الاشتباكات العنيفة المتوقعة مع مسلحي "جبهة النصرة" وحلفائها المنتشرين في اجيائها، والاكتفاء بمحاصرتها شمالا، الأمر الذي سيؤسس لتلاقي قواته القادمة من جهة الغرب مع وحداته المنتشرة في بلدة وتلال (سكيك) شرق خان شيخون.