آخر التطورات العسكرية والسياسية في سوريا 5/3/2017

05.03.2017

يتّجه مسار التطورات في الشمال السوري نحو مزيد من تشابك المصالح، وفي الوقت الذي يتقدم فيه الجيش السوري في ريف حلب الشمالي الشرقي بدعم جوي روسي، انفجرت نقطة تأزيم جديدة في مدينة منبج بعد فترة وجيزة من انتهاء «استعصاء الباب»، حيث تضيق خيارات التوسع التركي في ظل الخطوط الحمر التي رسمها الجيش السوري، وفي خطوةٍ مفاجئة، أعلن «مجلس منبج العسكري» وهو أحد مكونات «قوات سورية الديمقراطية» (قسد)، يوم الأربعاء، عن تسليم عشرات القرى في غرب منبج إلى وحدات الجيش السوري بموجب تفاهم مع روسيا. وهو ما أيدته موسكو لاحقاً ببيان صدر عن هيئة الأركان الروسية.

ويشير الإعلان عن اتفاق تسليم القرى إلى أن «مجلس منبج العسكري» بدأ يستشعر جدية التهديدات التركية القاضية باحتلال مدينة منبج. كما يشير وهو الأهم إلى تراجع ثقته بالضمانات الأميركية التي طالما شكلت مصدر طمأنينة له بعدم وجود خطر حقيقي على هيمنته على المدينة الإستراتيجية.

وبسطت اليوم وحدات من الجيش السوري السيطرة على قرى أم ميال و أبو حنايا و رسم الدوالي والآن تبعد القوات عن مطار كشيش (الجراح) 8،5 كم و عن المياه 13 كم في ريف حلب الشرقي.

وفي شرق دمشق وبينما تحدثت أنباء عن خروج وفد من حي القابون لمقابلة الحكومة السورية، تستمر الاشتباكات بين وحدات الحرس الجمهوري ومسلحي جبهة النصرة شمال الحي، فيما نفذ سلاح الجو السوري عدد من الغارات على مواقع تمركز النصرة، وفجرت وحدة من الجيش نفقين يستخدمهما عناصر التنظيم في الحي وقتل من كان فيهما، الأمر الذي سمح بتقدم وحدات الحرس الجمهوري إلى نقاط استراتيجية داخل الحي.

جنوبا أفاد مصدر عسكري لـوكالة "سانا" بأن وحدات من الجيش السوري استعادت عدداً من كتل الأبنية في درعا البلد وقضت على إرهابيين من "جبهة النصرة" في دوار المصري وحيي الكرك والأربعين. ونزحت مئات العائلات من المنطقة المحيطة بحوض اليرموك في ريف درعا الغربي، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب استمرار المواجهات بين الميليشيات المسلحة من جهة، وميليشيا «جيش خالد» المبايعة لتنظيم داعش.

سياسيا أعلن رئيس وفد الجمهورية العربية السورية إلى الجولة الرابعة من مباحثات جنيف بشار الجعفري أن الوفد أدخل ملاحظات وتعديلات على الـ«لا ورقة» التي تتضمن 12 بنداً وقدمت للوفد من قبل مستشار المبعوث الأممي الخاص إلى سورية فيتالي نعوكين في هذه الجولة، معرباً عن الأمل في أن تصبح هذه الـ«لا ورقة» مع مرور الأيام ناضجة وتتحول إلى ورقة وتكون هي المبادئ للحل السياسي في سورية.

وخلال مؤتمر صحفي في جنيف أمس أضاف الجعفري وفقاً لوكالة «سانا» للأنباء: «قد يكون أهم إنجاز قمنا به في هذه الجولة هو الاتفاق على جدول أعمال مؤلف من أربع نقاط رئيسية وهي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، وهذه السلة الأخيرة كما يحلو لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن يسميها، تم إدراجها بناء على طلبنا وحظيت بدعم من كل الأطراف المشاركة باستثناء مجموعة ما يسمى وفد الرياض».
وكان «احترام سيادة سورية واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضاً وشعباً» أهم بنود هذه «اللاورقة» إضافة إلى «الرفض المطلق للإرهاب والتعصب بجميع أشكاله» بحسب ما سربت وكالة «سبوتنيك».

في غضون ذلك أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف «نية المعارضة السورية عقد الاجتماع المقبل بشأن سورية في أستانا منتصف آذار» الحالي.