رد الفعل الشعبي السوري الموالي و"المعارض" على عودة لاعب كرة قدم "معارض" إلى حضن الوطن

12.08.2017

وصل لاعب كرة القدم السوري فراس الخطيب، إلى دمشق، الثلاثاء، بعد أن كان قد عاد إلى صفوف المنتخب السوري المشارك في الدور النهائي لتصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، قبل بضعة أشهر. وذلك بعد غياب 5 سنوات عن صفوف النتخب بسبب توجهات فراس السابقة المعارضة للدولة السورية والجيش السوري.

وتم استقبال الخطيب في مطار دمشق من قبل  مدير منتخب سورية فادي دباس على باب الطائرة القادمة من الكويت ثم دخلوا قاعة الشرف في المطار، وهذا ما أدى إلى ردود فعل شعبية واسعة من قبل  السوريين في الداخل والخارج، وامتلأت آلاف صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات والآراء حول استقبال وعودة الخطيب.

وغلب طابع الانتقاد والتهكم على شريحة واسعة من السوريين على اختلاف توجهاتهم الفكرية والسياسية وخاصة المؤيدين للدولة السورية الذين اعتبروا استقبال الخطيب في قاعة الشرف كان مبالغا به لشخص كان ينادي ويهتف ضد الدولة السورية وتبنى أفكار "المعارضة" التي يعتبرها المؤيدون أنها عميلة ومرتبطة ومتشددة إسلاميا وقائمة على التطرف، وكذلك من قبل جمهور "المعارضة" الذي اعتبر فراس الخطيب "عائدا إلى أحضان النظام" حسب تعبيرات تعليقاتهم ومواقعم وأنه سيرفع العلم السوري في مباريات المنتخب وهذا ما لا يعجب جمهور المعارضة الذي لا يحب العلم السوري والمنتخب السوري والجيش السوري.

فيما رحبت شريحة أخرى ( من الموالاة والمعارضة) بعودة الخطيب واعتبرته ضمن إجراءات وخطوات إنهاء الأزمة السورية والتصالح والمسامحة بين أطياف الشعب السوري من أجل وقف الحرب التي أنهكت الجسد السوري.

العودة إلى حضن الوطن

تتبع الدولة السورية سياسة تصالحية بين أطراف الأزمة والحرب في سوريا، تقوم على المسامحة من أجل وقف الحرب وإيقاف نزيف الدماء السورية، وعودة الجنود إلى بيوتهم وأمهاتهم بعد غياب سنوات، ومن أجل نجاح هذه السياسة التصالحية وإيقاف الحرب، ترى الحكومة السورية أنه يجب التضحية وقبول الطرف الآخر مهما كانت المشاعر، وقبلت بعودة آلاف المسلحين في مناطق المصالحات إلى حضن الوطن والعفو عنهم، ومنهم الكثير من عاد ليقاتل في صفوف الجيش السوري، وآخرون ألقوا السلاح وعادوا إلى حياتهم الطبيعية وهذا أتاح لكثير من وحدات الجيش السوري بالانتقال لمواقع أخرى وحقن الكثير من الدماء، وانطبقت هذه السياسة على حالة اللاعب فراس الخطيب الذي سيلعب مع صفوف المنتخب السوري، وسيرفع العلم السوري. حيث تقول الكثير من الأمهات السورياتـ ليت هذه الحرب تنتهي فورا، ويعود ابني من ساحات القتال لينام في البيت، مهما كان سبب هذه النهاية لهذه المأساة التي استمرت 7 سنوات، المهم أن تنتهي ويعود من تبقى من جنود إلى بيوتهم سالمين .. فليعود فراس وليعود الجميع ولتنتهي هذه الحرب.